فعالية الرئاسة الثلاثية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ "خارطة الطريق من أجل تحقيق المهمة 1،5 المتمثلة في ترويج جيل الأعمال والتطلعات المقبل في مجال المناخ"- كلمة وزير أوروبا والشؤون الخارجية السيد جان نويل بارو الأمم المتحدة - صالة المؤتمرات رقم 3 (نيويورك، في 26 أيلول/سبتمبر 2024)
سيداتي وسادتي الوزراء،
سيدي الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ،
سعادة السفراء،
زملائي الأعزاء،
اجتمعنا هذا العام في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل. ونتناول بالفعل موضوع خطر لا يزال يهددنا، فتغير المناخ يقتل ويفقر ويدمّر.
وأشكر الرئاسة الثلاثية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ على اجتماعنا اليوم بغية إحراز التقدم في التصدي لهذه الآفة.
ونحن مدينون لشعوبنا ومواطنينا بالعمل بكفاءة. ويجب لذلك أن نحدّد هدفًا واضحًا. ويمثّل احتواء الاحترار في 1،5 درجة مئوية الهدف الذي نصبو إلى تحقيقه. إنّه هدف صعب ولكنه ليس مستحيل. ويجب أن نعمل بسرعة من أجل أن نزيد من فرص تحقيقه. كما يجب صياغة المساهمات المحدّدة وطنيًا على نحوٍ يرتقي إلى مستوى التحدي قبل موعد مؤتمر الأطراف الذي يعقد في بيلم. ويجب تنفيذ اتفاق باريس.
وأتاحت الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ إحراز تقدّم هامّ عبر القرار الجماعي المتمثل في الاستغناء عن الطاقة الأحفورية. وكان هذا القرار ضروريًا ولكنّه من الضروري أيضًا الاستغناء بالفعل عن هذه الطاقة.
وتعمل فرنسا مع شركائها الأوروبيين على تحقيق ذلك بحزم، وتبذل جهودًا حثيثة من أجل تعميم استعمال مصادر طاقة خفيضة الكربون والانبعاثات. والتزمت فرنسا في الاستغناء عن الفحم في عام 2030 والنفط في عام 2045 والغاز في عام 2050. وندعو جميع الأطراف إلى تحديد تواريخ تحقيق هدف الاستغناء عن الطاقات الأحفورية الطموح والالتزام بها. واستهلت مجموعة الدول السبع هذه الجهود بالاستغناء عن الفحم. ويجب أن تبذل المجموعة مزيدًا من الجهود وأن تقوم الجهات الأخرى التي تتسبب بأكبر قدرٍ من الانبعاثات بجهدٍ مماثل.
ويجب أن تفضي الدورة التاسعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ إلى اعتماد هدف طموح جديد في مجال تمويل العمال المناخي بغية دعم البلدان النامية.
وأسهمت فرنسا إسهامًا كاملًا في تحقيق الهدف الجماعي الحالي من أجل تمويل العمل المناخي المحدد بمبلغ 100 مليار، إذ حشدت مبلغًا قياسيًا قدره 7،6 مليارات يورو في عام 2022، كُرّس منه مبلغ 2،6 مليار يورو من أجل التكيّف مع تغيّر المناخ، و7،1 مليار في عام 2023. وتتجاوز فرنسا في كلّ مرّة سقف الالتزامات التي قطعتها على المستوى الوطني، بأداء متفوّق.
ويجب بعد تحقيق الهدف الجماعي الحالي إحداث "صدمة تمويلية". وأشار رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون إلى ذلك في حزيران/يونيو 2023 من خلال "ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض". ويجب حشد جميع مصادر التمويل العامة والخاصة والصكوك المبتكرة.
وأحرزت خارطة الطريق الطموحة الأهداف "ميثاق باريس للشعوب وكوكب" تقدّمًا فعليًا في مجال المناخ. ويتبادر إلى ذهني بنود تعليق الديون في حالة الكوارث المناخية التي طبّقها البنك الدولي وأمثاله، وأيضًا فرقة العمل الخاصة المكلفة بشؤون النظام الضريبي الدولي التي استهلت في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، التي انضمت البرازيل إليها اليوم.
وتكتسي الدورة الثلاثون لمؤتمر الأطراف في بيلم أهمية جوهرية ويجدر أن نبدأ التحضير لها بحزم. وأدعو جميع الجهات الفاعلة إلى نشر مساهمات محددة وطنيًا تجسّد القرارات المتخذة في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، أي أن تتميّز بالطموح وتشمل القطاعات الاقتصادية كافةً وغازات الدفيئة كافّة، وتستند إلى العلم وتترسخ في تاريخ محدد للاستغناء عن الطاقة الأحفورية.
ويعمل أعضاء الاتحاد الأوروبي في الوقت الجاري على تحديد أهدافنا في مجال المناخ لعام 2040 بناءً على اقتراح المفوضية الأوروبية المتمثل في خفض نسبة 90 في المائة من الانبعاثات. وسيواصل الاتحاد الأوروبي النهوض بالطموح إلى أقصى مستوى ممكن بغية تحقيق هدف تحييد أثر انبعاثات الكربون في عام 2050.
وتتعاون فرنسا مع البرازيل من أجل أن تتميّز الدورة الثلاثون لمؤتمر الأطراف بمستوى أهدافها الطموحة. ونبذل كل ما تيسر لنا من جهود دبلوماسية من أجل تحقيق هذا الهدف، عبر استنفار طاقات جميع شركائنا والأمم المتحدة.
ويسرّني أن أعلن لكم عن استضافتنا فعالية رفيعة المستوى لحشد الطاقات في بداية 2025 من أجل الاحتفاء بالذكرى العاشرة لاتفاق باريس. ويمثّل النهوض بسقف الطموحات لترتقي إلى تطلعات شعوبنا الشرعية السبيل الوحيد إلى تحقيق أهدافنا. فلا داعي للبحث عن حل آخر.
وشكرًا.