أسست مجموعة الدول السبع، بناء على مبادرة فرنسا، في سياق الأزمة التي صحبت أول صدمة نفطية. وعقدت قمتها الأولى في عام 1975 في مدينة رامبوييه بمشاركة ستة بلدان ألا وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا واليابان. وثم توسعت مجموعة الدول الست لتشمل كندا في العام التالي واستقبلت المفوضية الأوروبية في عام 1977. وانضمت روسيا إلى المجموعة في عام 1998 ولذلك أصبحت المجموعة تعرف بمجموعة الدول الثماني، إلى أن استبعدت روسيا عند غزوها شبه جزيرة القرم في عام 2014.
ورمت المجموعة بدايةً إلى العمل كمحفلٍ لتنسيق السياسات الاقتصادية والمالية بلا قواعد محدّدة، بوصفها إطار للحوار غير الرسمي بين أعظم القوى الاقتصادية. وأسهمت مجموعة الدول السبع على مر السنين في وضع إطار جماعي من أجل تنظيم أنجع للعولمة وذلك بفضل بُعدها المتعدد الأطراف.
وأصبحت المجموعة محفلًا للتشاور وطرح الحلول المشتركة للتحديات العالمية الكبرى من قبيل السلام والأمن ومكافحة الإرهاب، والتنمية، والتعليم، والصحة العالمية و البيئة وتغير المناخ والمساواة بين الجنسين والمجال الرقمي، فضلًا عن معالجتها المسائل الاقتصادية التي تندرج في صميم تأسيسها،على غرار التجارة العالمية وموثوقية سلاسل الإمداد ومعالجة الأزمات الجيوسياسية الكبرى.
تتمتع مجموعة الدول السبع بإطار فريد. ونظرًا إلى صغر حجمها وصفتها غير الرسمية، فهي توفّر لقادة القوى السبع حيزًا للحوار الصريح والواضح.
وتعتمد فعالية ذلك الحوار على ركيزة من القيم المشتركة بين أعضاء المجموعة ومنها الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان والحقوق الأساسية ومبدأ السوق الحر واحترام القانون الدولي. ويتيح الحوار الحر والقيم المشتركة التطرق إلى المواضيع الشائكة التي لا تحظى دائمًا بتأييد الجميع، سعيًا إلى وضع برنامج عمل مشترك.
وتتولى بلدان مجموعة السبع رئاسة المجموعة بالتناوب. ويستضيف البلد الذي يترأسها مؤتمر القمة السنوي. ويتولى كذلك مهمة تنظيم الاجتماعات الوزارية على غرار اجتماع مجموعة الدول العشرين. وهو صاحب القرار بشأن دعوة بلدان غير أعضاء في المجموعة إلى مؤتمرات القمة. وترأست فرنسا مجموعة الدول السبع مؤخرًا في عام 2019 (مؤتمر قمة بياريتز من 24 إلى 26 آب/ أغسطس). ودعيت إلى المؤتمر كل من شيلي والهند واستراليا وجنوب أفريقيا وروندا ومصر وبوركينا فاسو ومفوضية الاتحاد الأفريقي. ودُعي خلال رئاسة إيطاليا مجموعة الدول السبع في عام 2024 كلّ من الجزائر والأرجنتين والبرازيل والهند والأردن وكينيا وموريتانيا (ممثلةً الاتحاد الأفريقي) وتونس وتركيا وأوكرانيا والإمارات العربية المتحدة والكرسي الرسولي.
رئاسات مجموعة الدول السبع
- اليابان في عام 2023
- إيطاليا في عام 2024
- كندا في عام 2025
طريقة العمل بين الوزارات وتنسيقها المواقف الفرنسية
يشغل المستشار الدبلوماسي لرئيس الجمهورية منصب المسؤول الرفيع المستوى لمجموعة الدول السبع ومجموعة الدول العشرين عادةً، ويشارك في تلك الصفة باجتماعات المسؤولين الرفيعي المستوى الرامية إلى التحضير من أجل مؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات، وذلك عن طريق إعداد البيانات الختامية والبيانات السياسية. وتشغل مديرة الإدارة العامة للعولمة منصب نائب المسؤول الرفيع المستوى في الوزارة وفي الوقت نفسه في فرع المسؤول الرفيع المستوى وفرع الشؤون الخارجية (Foreign Affairs Sous-Sherpas, FASS). وتتولى "بعثة مؤتمرات القمة الدولية" في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، التي تعمل تحت إشراف المديرة العامة، مهمة تحضير اجتماعات المسؤول الرفيع المستوى ومؤتمرات القمة.
تفضي مجموعة السبع إلى تحقيق نتائج عملية مثل إنشاء فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية (GAFI) والمصرف الأوروبي للإنشاء والتعمير وشراكة دوفيل التي استُهلّت بعد ثورات الربيع العربي، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا وبرنامج ماسكوكا من أجل خفض عدد وفيات الأمهات والأطفال، أو حتى دعم تنفيذ اتفاق باريس بشأن المناخ.
واستطاعت مجموعة الدول السبع أن تتأقلم وأن تحافظ على نجاعة دورها إلى جانب مجموعة الدول العشرين مع أنّه تعذّر انعقاد مؤتمر القمة الذي كانت ستترأسه أمريكا في عام 2020. وأدّت مجموعة الدول السبع دورًا في التنسيق بشأن أفغانستان في عام 2021 وتواصل إتاحة منصة تنسيقية جوهرية في إطار الحرب في أوكرانيا على وجه الخصوص.
وأتاح عمل مجموعة الدول السبع المضي قدمًا في الاستجابة المتعددة الأطراف للأزمات الناتجة عن العولمة، وذلك من خلال الالتزامات العملية ومنها تنسيق السياسات الاقتصادية الكلية في مجالي التجارة العالمية والنظام الضريبي الدولي على غرار الاتفاق بشأن الضرائب في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وقطع التزامات هامة من أجل التصدي لأزمة المناخ، ولتحقيق الانتقال في مجال الطاقة وحماية التنوع البيولوجي تمهيدًا لمؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الرامية إلى تحقيق أهداف اتفاق باريس وحشد التمويل المناخي ومكافحة الجائحة باستهلال مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة مرض كوفيد-19، والتبرع بجرعات من اللقاحات، وتمويل التنمية، ولا سيما في البلدان الأفريقية، والمساواة بين الجنسين والتصدي لانعدام الأمن الغذائي. وتمثل مؤتمرات قمة مجموعة السبع فرصة لاتخاذ القرارات الحاسمة بشأن حشد التمويل من أجل التنمية، على سبيل المثال في مجالات التمويل المناخي والصحة العالمية والبنى التحتية. وتضطلع مجموعة الدول السبع بدور المحفز والداعم للمبادرات المتعددة الأطراف في إطار نظام الأمم المتحدة.
وتؤدي مجموعة الدول السبع دورًا أساسيًا في التنسيق في إطار الأزمات الجيوسياسية مثل أزمتي أفغانستان وأوكرانيا. وأثبت مؤتمر قمة إلماو برئاسة ألمانيا وحدة مجموعة الدول السبع من أجل إدانة الاعتداء الروسي واتخاذ إجراءات مشتركة كنظم الجزاءات.
وأتاح نشاط مجموعة الدول السبع في السنوات الماضية الأخيرة تقدّم عملية التصدي المتعدد الأطراف للأزمات الناجمة عن العولمة وذلك من خلال الالتزامات العملية التالية:
- تنسيق سياسات المساعدة في إطار الأزمات مثل أزمتي أفغانستان وأوكرانيا؛
- تنسيق السياسات الاقتصادية الكلية في مجالي التجارة العالمية والنظام الضريبي الدولي على غرار الاتفاق بشأن الضرائب في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي الذي أُبرم في عام 2021؛
- قطع التزام هام من أجل التصدي لأزمة المناخ؛
- عقد اتفاقات بشأن التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية واعتزام إنهائه بحلول عام 2040، وبشأن الانتقال في مجال الطاقة وحماية التنوع البيولوجي تمهيدًا للمؤتمرات الدولية على غرار مؤتمرات الأطراف في اتفاقيات الأمم المتحدة وتحقيق أهداف اتفاق باريس وحشد التمويل المناخي؛
- مكافحة الجائحة من خلال مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19 والتبرّع باللقاحات؛
- تمويل التنمية ولا سيما في البلدان الأفريقية؛
- تعزيز المساواة بين الجنسين والتصدي لانعدام الأمن الغذائي من خلال التحالف العالمي من أجل الأمن الغذائي والتعاهد من أجل الوقاية من المجاعة الذي عُقد في خليج كاربيس.
اتّسم مؤتمر قمة مجموعة الدول السبع في هيروشيما بطابعٍ جغرافي سياسي نظرًا إلى سياق موضوع التوترات المتزايدة المرتبطة بالاجتياح الروسي في أوكرانيا. وتميّز بمشاركة الرئيس فلوديمير زيلينسكي شخصيًا فيه بفضل عمل فرنسا ومثّل فرصةً جديدةً لتوكيد وحدة مجموعة الدول السبع في دعم أوكرانيا. وأدّى شركاء مجموعة الدول السبع رسالةً إيجابيةً بشأن التضامن الدولي وحماية الكوكب والدفاع عن قيمنا، بتحفيزٍ من فرنسا.
وأتاحت المناقشات للقادة الاتفاق على الأعمال التالية بوجهٍ خاص:
- الدفاع عن السلام والأمن في العالم من خلال ما يلي:
- توفير دعمٍ ثابتٍ ومتزايد لأوكرانيا واتخاذ إجراءات ترمي إلى زيادة الكلف التي تتكبّدها روسيا في حربها العدوانية غير القانونية.
- اعتماد نهج متوازن بخصوص الصين يرمي إلى 1) تعزيز التعاون بشأن المسائل العالمية على غرار المناخ والطبيعة ودعم الفئات الأكثر هشاشةً وغير ذلك، 2) توفير شروط منافسةٍ وتعاونٍ اقتصاديٍ منصفٍ من غير فكّ ارتباط اقتصادينا، 3) الإعراب عن قلقنا بشأن وضع حقوق الإنسان في الصين وضرورة احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
- تعزيز التعاون من أجل ترسيخ قدرة صمود الاقتصاد العالمي.
- تعزيز التضامن الدولي والتحولات المنصفة على الصعيد العالمي، في أفق مؤتمر القمة من أجل ميثاق مالي دولي جديد الذي استضافته فرنسا في حزيران/يونيو 2023، عن طريق ما يلي:
- تحقيق إصلاحات طموحة الأهداف في المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف بغية حشد المزيد من التمويل للسكان والكوكب والمناخ ولا سيما من مصادر خاصّة.
- قطع التزام بمراعاة أوجه الهشاشة المرتبطة بتغيّر المناخ على نحوٍ أفضل.
- الاضطلاع بجهود بغية توفير تمويل إضافي للبلدان التي هي في أمس الحاجة إليه.
- تمثيل قدوة في مجال حماية الكوكب عبر قطع التزامات إضافية طموحة الأهداف:
- تسريع وتيرة التخلي التدريجي عن الفحم الحجري ووضع حد لتشييد مراكز إضافية تعمل بالفحم.
- اقتراح "رزم لكلّ بلد من أجل الطبيعة والمناخ والغابات" إضافية سعيًا إلى دعم البلدان التي تتمتع بمخزونات حيوية من الكربون والتنوع البيولوجي.
- وضع حد للتلوث بالمواد البلاستيكية بحلول عام 2040 والتوصل إلى اتفاق دولي من أجل تقليصه.
- حماية المحيطات تمهيدًا لاستحداث برنامجٍ طموح الأهداف وكامل بحلول موعد مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المحيطات الذي سيُعقد بالشراكة بين فرنسا وكوستاريكا في مدينة نيس في عام 2025.
عُقد مؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات في يومي 13 و14 حزيران/يونيو في إقليم بوليا في إيطاليا بمشاركة الرئيس فلوديمير زيلينسكي في جلستين مخصصتين لأوكرانيا ومشاركة 18 شريكًا في جلسة مشتركة مخصصّة بأفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والذكاء الاصطناعي.
ووردت فيه النقاط الأساسية التالية:
- التزمت مجموعة الدول السبع من أجل أوكرانيا في حشد 50 مليار دولار أمريكي بسلفة أوروبية. وسيمول هذا القرض ويستردّ بتدفق العائدات المترتبة على أصول المصرف المركزي الروسي المجمدة.
- أعرب قادة مجموعة الدول السبع بخصوص النزاع في الشرق الأوسط عن دعمهم الجماعي لخطة وقف إطلاق النار التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية في بداية شهر حزيران/يونيو وأيّدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مصدرًا القرار 2735.
- رجع القادة، بخصوص أفريقيا والمناخ، عن الانتقال الذي استهل بمنطق التنمية وانتهجوا منطق الشراكة بشأن الحاجة إلى منح القارة وسائل إمكانياتها عبر تيسير الحصول برأس المال الخاص وتخفيف قيود الديون. وإتاحة التوفيق فيما بعد بين قضايا المناج والتنمية، وهو هدف يسعى ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض إلى تحقيقه.
- يتمثّل التقدّم الذي يحرزه مؤتمر القمة بصفة أساسية في مجال الذكاء الاصطناعي في اعتماد آلية منح علامة للجهات الفاعلة في هذا المجال التي تطبق "قواعد السلوك" التي صاغتها مجموعة الدول السبع في عملية هيروشيما.
تولّت كندا رئاسة مجموعة الدول السبع في الأول من كانون الثاني/يناير 2025. وسيُعقد أول مؤتمر لرؤساء الدول والحكومات من 15 إلى 17 حزيران/يونيو في كنانانسكيس في ولاية ألبرتا.
للاستزادة، أطلعوا على الموقع الرسمي للرئاسة الكندية لمجموعة الدول السبع لعام 2025
روابط مفيدة
تم تحديث هذه الصفحة في آذار/مارس 2025