اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 أيّار/مايو 2022)

حصة

تُعرب فرنسا، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، عن قلقها العارم إزاء تنامي القيود المفروضة على حرية الصحافة في العالم، فضلًا عن تزايد عمليات التلاعب بالمعلومات. وفي أوكرانيا مثلًا، يترافق الاعتداء الروسي مع حملات واسعة النطاق ترمي إلى التلاعب بالمعلومات، في حين تُفرض قيود صارمة على حرية الصحافة في روسيا وبيلاروس. أمّا في مالي، فقد عُلق بث إذاعة فرنسا الدولية وقناة فرانس 24 نهائيًا. وفي أفغانستان أوقف بثّ وسائط الإعلام الدولية، بينما أُرغم العديد من وسائط الإعلام المحلية على الإقفال منذ تولي حركة طالبان سدّة الحكم. وسُجّل في الصين تنامي انتهاكات حقوق الصحافيين المحليين والأجانب على حدّ سواء، والتعدّي على ظروف ممارستهم مهامهم، ولا سيّما في هونغ كونغ حيث تجلّى تقهقر الحريات في توقيف العديد من الصحفيين وإقفال وسائط إعلام مستقلة.

وتشدد فرنسا مجددًا على التزامها الثابت والحازم بحرية الصحافة وحرية التعبير وحماية الصحفيين في جميع أرجاء العالم، إذ تتخذ فرنسا إجراءات عملية من أجل ضمان الحصول على معلومات جيّدة يُعتدُّ بها. واستهلّ الوزير جان إيف لودريان في هذا الصدد بمعية منظمة "مراسلون بلا حدود" الشراكة من أجل الإعلام والديمقراطية التي حظيت حتى اليوم بدعم 45 دولة. وتعمل فرنسا أيضًا على تمكين الصحفيين المهددين من مواصلة مهامهم لأن ضمان أمن الصحفيين شرط لا مناص منه من شروط ممارسة حرية الصحافة. وقامت باستقبال عدد كبير من الصحفيين الأفغان المهددين بسبب نشاطهم الصحفي ووفّرت لهم الحماية اللازمة. وهي تدعم المبادرات الرامية إلى احتضان ومواكبة وتدريب الصحفيين والعاملين في وسائط الإعلام الأوكرانيين والبلاروس والروس المهددين بسبب الحرب في أوكرانيا، وتأمل استقبال البعض منهم في فرنسا. وحشد السيد جان إيف لودريان في هذا السياق جلّ جهوده من أجل تمكين مجموعة فرانس ميديا موند وإذاعة فرنسا الدولية وهي الوكالة الفرنسية للتعاون في مجال الإعلام، من إنشاء منصة لدعم الصحفيين الأوكرانيين والروس في بوخرست ومساندتهم. وتستدعي حرية الصحافة أيضًا وجود وسائط إعلام حرّة ومستقلّة وتعددية تعتمد على نموذج اقتصادي مستدام. وقدّمت فرنسا ما يزيد على 43،2 مليون يورو لتمويل مشاريع تدعم وسائط الإعلام في بلدان مختلفة في عام 2020.

وأخيرًا يندرج الدفاع عن حرية الصحافة وحرية التعبير في صلب الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي، ولا سيّما في المجال الرقمي. وسيتيح التوافق الذي تم التوصّل إليه مؤخرًا بشأن اللائحة الأوروبية المتعلقة بالخدمات الرقمية تعزيز ضرورة تحلي المنصات الرقمية بالشفافية والمسؤولية عند قيامها بمراقبة المحتويات المنشورة وإدارتها. وعلاوة على ذلك، تؤيّد فرنسا وثيقة حرية الصحافة التي أعدّتها المفوضية الأوروبية والتي من شأنها أن تسهم في دعم استقلالية وسائط الإعلام من خلال التأثير في حوكمة المؤسسات الإعلامية وفي تمويلها.

روابط هامة