المدن المستدامة

حصة

يتمخّض عن النمو السكاني وعن حركية العمران الشاملة العديد من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تتجلى بفعل الأزمة الصحية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا. ويُقدر موئل الأمم المتحدة في تقريره العالمي بشأن المدن الصادر في عام 2020 أن احتياجات الاستثمار في المدن تبلغ 38 ألف مليار دولار، وذلك بغية بلوغ أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

ويضم قطاع المدينة المستدامة التنظيم العمراني، والهندسة المعمارية والتخطيط، والهندسة، والبناء، وكفاءة الطاقة، والصناعات المراعية للبيئة والخدمات الحضرية، والتنقل والتكنولوجيات الرقمية المرتبطة به. وتتمتع فرنسا بالكثير من المهارات والتكنولوجيات والمعارف في جميع تلك الميادين مما يمكّنها من التصدي لهذه التحديات الحضرية.

ومُددت ولاية السيد جيرار وولف في منصبه كمنسّق التصدير للمدن المستدامة في شباط/فبراير 2018.

تحديات حضرية متنامية وأسواق في أوج ازدهارها

تواجه جميع بلدان العالم التحديات الحضرية وأثرها في البيئة وفي رفاه الشعوب، وستستمر بمواجهة هذه التحديات على نحو متزايد.

  • ورغم أن المدن لا تحتل سوى 3 في المائة من مساحة العالم، فهي تستهلك 75 في المائة من الطاقة المنتجة وتُصدِر 60 في المائة من غازات الدفيئة وتستهلك ثلثي الموارد المائية المتوافرة على الكرة الأرضية.
  • وتحتضن المدن حاليًا زهاء 55 في المائة من سكان العالم، لكن منظمة الأمم المتحدة تعتقد أن سكان المدن قد يمثّلوا أكثر من 68 في المائة من البشرية بحلول عام 2050، وأن 95 في المائة من هذا النمو الحضري سيتركّز في البلدان النامية وخاصة في قارتَي أفريقيا وآسيا.

وتستند المبادلات التجارية الدولية في مجال المدن المستدامة إلى النمو السكاني والحضري وإلى الجهود التي يبذلها المزيد من الدول من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وستستفيد هذه المبادلات مستقبلًا من تحرير متزايد لتجارة السلع البيئية. وفي هذا الإطار، يُقدر موئل الأمم المتحدة أن الاستثمارات الضرورية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة في المدن توازي 38 ألف مليار دولار بحلول عام 2030.

ويمثّل هذا القطاع قطاعًا استراتيجيًا للتجارة الخارجية الفرنسية، وذلك نظرًا إلى مستقبل التجارة العالمية والميزات النسبية للمنشآت الفرنسية العاملة في هذا المجال.

موقع فرنسا الدولي في قطاع المدينة المستدامة

تتمتع فرنسا بخبرة واسعة وبمكانة اقتصادية مميزة في مجال التنمية الحضرية المستدامة.
وتتوافر العروض الفرنسية في جميع مراحل سلسلة القيمة للإنتاج الحضري:

  • التهيئة
  • التخطيط
  • التصميم
  • البناء
  • الاستغلال
  • الصيانة
    وتعتمد هذه العروض الفرنسية على منشآت مختلفة الأحجام تعمل في قطاعات البيئة والطاقة والتنقّل والبناء والهندسة المعمارية والهندسة، ومن بينها منشآت رائدة دوليًا وعلى نظام بيئي زاخر بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم وبالشركات الناشئة الابتكارية.
    وتستخدم هذه المنشآت التكنولوجيات الحديثة بغية التصدي لتحديات الانتقال في مجالي البيئة والطاقة والنمو السكاني وظهور أشكال جديدة من التنظيم والاستعمالات. وتتعزز هذه العروض بفضل خبرتها العريقة في مجال التعاون بين القطاعين العام والخاص وبفضل نقل المعارف إلى المشغلين وثقافة التكيّف المحلي.
    وينشط زهاء عشرين قطب تنافسي في قطاع التنمية الحضرية. وفي عام 2016، كانت الصادرات الفرنسية في قطاع "المدينة المستدامة" تمثّل أكثر من 12 مليار يورو، في حين كان هذا القطاع يحقق فائضًا تجاريًا بقيمة 2،2 مليار يورو، ويضم أكثر من 40 ألف منشأة مصدّرة.
دور منسّق "التصدير للمدن المستدامة"

ترمي آلية "المنسّقين" هذه التي أُسست في عام 2012 إلى إقامة شراكة بين الدولة وشخصية مرموقة من القطاع الخاص، وذلك من أجل تعزيز التواصل وتوحيد العروض القطاعية الموجّهة للأسواق الأجنبية.
ويضطلع منسّق التصدير الذي يعيّنه وزير أوروبا والشؤون الخارجية بمهمة تعزيز بروز العروض الفرنسية في قطاع المدينة المستدامة وتعزيز شفافيتها، وتحديد أنشطة عملية بغية تحسين نجاعتها في تلك الأسواق الواعدة.
ويؤدي منسّق التصدير دورًا ثلاثيًا:

  1. دور استشاري من أجل تصويب أنشطة القطاع العام في مجال التجارة الخارجية، مع مراعاة خصائص القطاع المهني للمدينة المستدامة ومشكلاته.
  2. دور تمثيلي من أجل إبراز قيمة العروض الفرنسية عبر ترويج المعارف الفرنسية والقدرة على الابتكار في المناطق والبلدان ذات الأولوية.
  3. دور في التنسيق والحشد بغية الإسهام في تنظيم العروض الفرنسية في مجال التصدير.
    وتساعده في مهامه إدارة الدبلوماسية الاقتصادية في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، وهو يعمل على نحو وثيق مع اللجان الاستراتيجية لقطاعات "المياه" و"تحويل النفايات واستصلاحها" و"الصناعات المخصصة للبناء" ومع النظام البيئي العام والخاص الزاخر الداعم للعروض الفرنسية في مجال المدينة المستدامة.

روابط هامة