مؤتمر السلام في الشرق الأوسط (باريس، 2017.01.15)
سيفتتح وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية جان مارك إيرولت هذا المؤتمر ويتولى رئاسته، وسيتخلله مداخلة يقدّمها رئيس الجمهورية، وستشارك فيه زهاء سبعين بلدا ومنظمة دولية.
ما هي دواعي استهلال مبادرة السلام في الشرق الأوسط؟
لا ينفك الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية يتدهور في ظل انعدام أفق للمفاوضات، وتخيّم الأخطار المتنامية، وخصوصا استمرار الاستيطان، على حل الدولتين، بالإضافة إلى المشاكل الأمنية التي تتعرّض لها شعوب المنطقة. ولم تخفّف الأزمات التي تشعل الشرقين الأدنى والأوسط (سورية والعراق واليمن على سبيل المثال) من أهمية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومن وقعه الرمزي. وليست مسؤوليتنا التفاوض بدلا من الطرفين، وهو أمر مستحيل وغير محبّذ، إنما تقع علينا مسؤولية التصرف من أجل استحداث حركية سياسية مؤاتية لتجديد المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بحد ذاتهم.
من سيشارك في الاجتماع الذي سيعقد في 15 كانون الثاني/يناير في باريس؟
سيفتتح وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية جان مارك إيرولت هذا المؤتمر ويتولى رئاسته، وسيتخلله مداخلة يقدّمها رئيس الجمهورية، وستشارك فيه بلدان ومنظمات دولية عديدة (زهاء سبعين بلدا ومنظمة)، تشمل الجهات الفاعلة الدولية الرئيسة المعنية، أي اللجنة الرباعية للشرق الأوسط (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة)، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والشركاء العرب والأوروبيين، وبلدان مجموعة الدول العشرين، وغيرها من الجهات الفاعلة المهتمة بإحلال السلام. ويُعتبر هذا المؤتمر الدولي أوسع نطاقا من منظور المشاركة فيه من المؤتمر الذي انعقد في 3 حزيران/يونيو الماضي، وهو نتيجة الحركية التي نجحنا في منحها لمبادرتنا. وستضطلع فرنسا بإبلاغ إسرائيل والسلطة الفلسطينية رسالة المؤتمر.
ما هي أوجه الاختلاف بين هذا المؤتمر والمؤتمر السابق المنعقد في 3 حزيران/يونيو الماضي؟
اجتمع 28 بلدا ومنظمة دولية في المؤتمر السابق، ، بناء على دعوة فرنسا، في 3 حزيران/يونيو الماضي في باريس. وكان يتمثّل هدف ذلك المؤتمر في إرسال إشارة استئناف حشد جهود المجتمع المدني من أجل تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإعادة وضع هذه القضية الملحّة على جدول الأعمال الدبلوماسي. وطرأت تطورات عديدة في أعقاب مؤتمر الثالث من حزيران/يونيو، تتمثّل في تقرير اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، الصادر في 1 تموز/يوليو 2016، والمبادرتين الروسية والمصرية، واعتماد القرار 2334 في 23 كانون الأول/ديسمبر 2016، الذي أشار السيد جان مارك إيرولت إلى أنه "يذكّر بأهمية حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، اللتين تعيشان بسلام وأمن". ومن جهة أخرى، أُحرِز تقدم في أعمال وضع المحفزات المعلنة في 3 حزيران/يونيو، في المجالات الثلاثة التالية:
- المجتمع المدني؛
- المحفزات الاقتصادية؛
- توطيد الدولة الفلسطينية المقبلة.
هل هنالك أمل حقا في تحقيق نتيجة من هذه المبادرة؟
يدرك الجميع جيدا الصعوبات الناجمة عن هذا الصراع الدائر منذ عدة عقود، بيد أنه يستحيل الوقوف وقفة المتفرج أمام هذا الوضع المأزوم الذي يولّد الإحباط ويزعزع الأمن. لذا لا يزال هدفنا يتمثّل في حشد جهود المجتمع الدولي برمته ليلتزم بالسعي إلى استئناف عملية السلام.
ويقتضي تحقيق هذا الهدف تمسكنا جماعيا بحل الدولتين أولا، الذي يعتبر السبيل الوحيد الكفيل بتوفير الحل العادل والدائم للصراع.
كما علينا أن نعيد إلى السلام القدرة على الاستقطاب، من خلال ضم المساهمات العملية التي يبدي جميع الشركاء الدوليين الاستعداد لتقديمها. وستكون هذه المساهمات في صلب القضايا التي سيتناولها المؤتمر في 15 كانون الثاني/يناير، إذ ستقدّم فرق العمل التي أنشئت في صيف 2016 التقارير عن أعمالها.