تصريح مشترك - شراكة استراتيجية تتطلّع إلى المستقبل: الدورة السابعة عشر من الحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي (21أيار/مايو 2025، باريس)
عقدت الدورة السابعة عشر من الحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي في باريس في 21 أيار/مايو 2025 استكمالًا للشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وانسجامًا مع توجيهات رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسعادة رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إمانويل ماكرون.
ويستمد هذا الحوار الاستراتيجي، الذي تشارك في رئاسته رئيس جهاز الشؤون التنفيذية السيد خلدون خليفة المبارك، والأمينة العامة لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية السيدة أن ماري ديكوت، من الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا.
وتقيم الإمارات العربية المتحدة وفرنسا علاقةً استثنائيةً منذ أكثر من خمسين عامًا تتميز بالصداقة والثقة المتبادلة ومبادرات بارزة على غرار متحف اللوفر أبوظبي وجامعة السوربون أبوظبي. وسهّل الحوار الاستراتيجي لعام 2025 التعاون بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا في ستة مضامير ذات الأولوية وهي الاقتصاد والتعليم والثقافة والفضاء والطاقة النووية والصحة. وتوصل الطرفان إلى توافق على المبادرات المتجددة والمشتركة في جميع تلك المضامير. وعزز الحوار كذلك الشراكة الاستراتيجية التي تتطلّع إلى المستقبل بتركيز متنامٍ على محاور الاهتمام المشترك الناشئة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي.
وسجلت هذه الدورة من الحوار الاستراتيجي، نظرًا إلى الزخم الدبلوماسي المستدام بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، توقيع مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية ترسي إطار عمل رسمي ومنتظم لإقامة حوار سياسي رفيع المستوى بين وزارة الشؤون الخارجية الإماراتية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية. ووقعت مذكرة التفاهم مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية السيدة لانا نسيبة والمدير العام للشؤون السياسية والأمنية السيد فريديريك موندولوني بعد أول دورة مشاورات سياسية ثنائية تعقد بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا التي نظمت في باريس في 8 أبريل/نيسان 2025. ووفرت الدورة التي تشارك كلا السيدة لانا نسيبة والسيد فريديريك موندولوني في رئاستها فرصة تباحث الطرفين في التقييم الاستراتيجي للتطورات الإقليمية وأفقها السياسية والتعاون المتعدد الأطراف والأولويات المشتركة في الحوكمة العالمية. ويجسّد هذا التوقيع عزم الطرفين المتبادل على مأسسة التنسيق السياسي على أرفع المستويات وترسيخ الشراكة الاستراتيجية في هيكل دبلوماسي منظّم وطليعي.
وأثنى الطرفان على متانة العلاقة الاقتصادية الثنائية الملحوظة وأعربا عن عزمهما الاستفادة من الزخم الذي بلورته الزيارة الرسمية التي أجراها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى باريس في شباط/فبراير 2025 وعبدّت الطريق لتجسيد طموح البلدين سعيًا إلى عقد شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأشاد الرئيسان المشاركان بالاستثمار الإماراتي الضخم خلال مؤتمر قمة اختر فرنسا لتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي. واستعرض الطرفان تنفيذ الشراكات الاستثمارية الثنائية الاستراتيجية التي وُقعت في كانون الأول/ديسمبر 2021. وبحثا كذلك عدة مشاريع استراتيجية في مضامير الاستثمار والنقل ومنها النقل الجوي والتكنولوجيا والطاقة بين الشركات الإماراتية والفرنسية. وأشاد الطرفان بإعلان استهلال مفاوضات في سبيل إبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأكّد الطرفان مجددًا التزامهما المشترك بالتعليم من خلال توسيع نطاق شبكة المدرسة الفرنسية وتعليم اللغة الفرنسية كلغة ثالثة في المدارس العامة ودعمهما. واتفق الطرفان على أنّ إدراج اللغة الفرنسية اعتبارًا من المدرسة الابتدائية (أول دورة) قد يأتي بثماره أكثر وستنظر وزارة التربية والتعليم الإماراتية في جدوى إدراج اللغة الفرنسية في المنهج الدراسي. واستعرض الطرفان التعاون الجاري في التعليم العالي وأعربا عن ارتياحهما لتطور جامعة السوربون أبوظبي من خلال مشاريع أساسية وازدياد عدد الطلاب المسجلين فيها. وستمضي جامعة السوربون أبوظبي في تجديد عقدها لفترة عشرة أعوام في عام 2026. وأثنى الطرفان على النجاح الذي سُجل في التكنولوجيات الجديدة ولا سيما تطوّر مدرسة 42 أبوظبي، واستهلال برنامج روبيكا لتصميم ألعاب الفيديو والتعاون بين المدرسة التقنية العليا وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. وقد يمثل المؤتمر بشأن البحث والابتكار الذي تحدد عقده في أبوظبي بحلول نهاية عام 2025 علامةً فارقةً في تعزيز العلاقة الثنائية ورسم معالم المستقبل بين البلدين.
ويشيد الطرفان بنجاح معهد اللوفر أبوظبي بوصفه مشروع رائد يميز الشراكة الثقافية الثنائية وأعربا عن اهتمامهما المشترك في مواصلة تعزيز التعاون بشأن المتحف. ونوها بالشراكة الاستراتيجية بين دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ووكالة المتاحف الفرنسية، ولا سيما من خلال برنامج تدريب موزيوبرو. وأثنيا على التقدم الذي أحرزته المحادثات بشأن ترميم قصر غران تريانون في فيرساي.
وشدد الطرفان في ما يتعلق بالتعاون في مجال الفضاء على عزمهما توسيع نطاق التعاون في مجال الاستكشاف، ولا سيما في مجال رحلات الفضاء البشرية. وأكّدا كذلك التزامهما بتعزيز نظام بيئي فضائي بين الجهات المعنية الفرنسية والإماراتية. والتزما على صعيد أوسع بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية من خلال استكشاف مبادرات جديدة على غرار استحداث بنى تحتية مشتركة ومشاريع مشتركة وحاضنة فضائية فرنسية إماراتية.
وأكّد الطرفان مجددًا فيما يتعلق بالطاقة النووية شراكتهما الراسخة في مجال الطاقة النووية السلمية. وأثنيا على التعاون المستمر بين شركة الإمارات للطاقة النووية وهيئة الإمارات العربية المتحدة الاتحادية للرقابة النووية ومؤسسات فرنسية رائدة تشمل شركة كهرباء فرنسا واللجنة الفرنسية للطاقات البديلة والطاقة النووية وشركة فراماتوم والوكالة الوطنية الفرنسية لإدارة النفايات المشعة وسلطة السلامة النووية والحماية من الإشعاع الفرنسية. وشدد الطرفان على التزامهما المشترك بدعم مبادرة مضاعفة قدرة الطاقة النووية ثلاث مرات واستكشاف الفرص الكامنة في تكنولوجيات المفاعلات المتقدمة والمفاعلات المعيارية الصغيرة وضمان الإمداد بالوقود النووي والأمن السيبراني وإنتاج الهيدروجين المستدام.
أما في مجال الصحة، فتباحث الطرفان في جملة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك الرامية إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال الرعاية الصحية. وشملت المباحثات التعاون الأكاديمي وبين المستشفيات وتسهيل الرعاية الصحية الدولية والالتزامات المشتركة مع الشركاء الدوليين على غرار منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وسانوفي. وبحث الطرفان، علاوةً على ذلك، الفرص الكامنة في مضامير متقدمة تشمل التدريب في مجال الذكاء الاصطناعي والجينوميات، مما يبلور اهتمامهما المشترك في الابتكار وتقدّم نظم الرعاية الصحية في البلدين.
وشمل الحوار الاستراتيجي نقاشًا مثمرًا بشأن الملفات الإقليمية والدولية. وأعرب الطرفان عن التزامهما المستمر بإحلال السلام وإرساء الاستقرار واستتباب الأمن تماشيًا مع القانون الدولي وشددا على الحاجة لاستنباط حلول عادلة ومستدامة للأزمات في المنطقة. وشارك في الوفد الإماراتي إلى الحوار الاستراتيجي كل من المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الدكتور أنور قرقاش ووزير الدولة السيد أحمد علي الصايغ ومساعدة الوزير للشؤون السياسية السيدة لانا نسيبة ورئيسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي السيدة سارة مسلّم ووكيل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي السيد سعود عبد العزيز الحوسني والممثل الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في النمسا السيد حمد الكعبي والمدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة السيد راشد السويدي والمدير العام لوكالة الإمارات للفضاء السيد محسن العوضي.
وشارك في الوفد الفرنسي إلى الحوار الاستراتيجي كل من المدير العام للشؤون السياسية والأمنية السيد فريديريك موندولوني، والمديرة العامة للشؤون العالمية والدبلوماسية الثقافية والاقتصادية السيدة أن غريو، ومديرة الخزينة المساعدة السيدة كلير شيريميتسكي، ومدير الدبلوماسية الثقافية والتربوية والجامعية والعلمية السيد إيمانويل لوبرون داميين، ومدير العلاقات الأوروبية والدولية لدى وزارة التعليم العالي والبحوث السيد دوناتو جيرجيو، ومدير الشؤون القانونية والدولية لدى وزارة الثقافة السيد يانيك فور، ومدير الشؤون الدولية للمركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية السيد كريستوف فيني، والمدير المساعد الشؤون الدولية لدى لجنة الطاقة الذرية السيد باسكال شي وكبير المستشارين في قطاع أعمال الرعاية الصحية السيد جورج فابريس بلوم.
وشمل الوفدان دبلوماسيين من البلدين وممثلين رسميين عن الهيئات الأساسية الفاعلة في القطاعات ذات الأولوية في الإمارات العربية المتحدة وفرنسا.
وشدد الطرفان في ختام الدورة السابعة عشر للحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي على التزامهما الثابت بتعميق الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا.



