وترتكز سياسة فرنسا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط على الأركان الثلاث التالية:
- تعزيز الحوار في المحافل المتعددة الأطراف،
- ترويج انتهاج سياسات تركّز على المجتمعات المدنية والشباب،
- دعم تحقيق الطموح الأوروبي الراسخ سعيًا إلى تعزيز العلاقات مع الجوار الجنوبي.
وتتجسد هذه السياسة من خلال برنامج إيجابي والموضوعات التي تتوافق الآراء عليها التالية:
- البيئة والتنوّع البيولوجي والمناخ،
- الابتكار والمجال الرقمي وريادة الأعمال،
- العمالة والتدريب والتنقل،
- الثقافة والتراث،
- الإدماج
- المسائل الجنسانية وأوجه التضامن.
وتعززت هذه الحركية على الصعيد الأوروبي من خلال عملية برشلونة في عام 1995 أولًا، ثم في أواخر الألفية الثانية من خلال إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط.
وجدد مؤتمر قمة ضفتي المتوسط، الذي عقد في عام 2019 وركّز على المجتمعات المدنية، سياسة فرنسا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
تروج فرنسا إقامة حوار بين بلدان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط في مختلف المحافل المتعددة الأطراف.
لقاءات غير رسمية تعقد في حلقة ضيقة في إطار مجموعة الحوار 5 + 5
تمثل مجموعة الحوار 5+5 أعرق إطار لقاءات تجمع بلدان منطقة ما يعرف بـ"غرب" حوض البحر الأبيض المتوسط. وتعقد في إطاره اجتماعات على المستوى الوزاري يشارك فيها ممثلون عن عشرة بلدان من الشمال، ألا وهي البرتغال وفرنسا وإيطاليا ومالطة وإسبانيا من جهة، وبلدان من الجنوب وهي موريتانيا والجزائر والمغرب وتونس ومصر من جهة أخرى. وتتخذ المجموعة طابعًا غير رسمي وتسهم في توسيع نطاق الإدماج في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وكانت تضم المجموعة أساسًا وزراء الشؤون الخارجية وراحت تتناول موضوعات لم تنفك تزداد تنوعًا مثل القضايا الداخلية ومسائل في مجالات الهجرة والنقل والدفاع والتعليم والبيئة والزراعة والمياه والاقتصاد والتعليم العالي والثقافة وغيرها.
الاتحاد من أجل المتوسط يمثل مساحة تبادل منقطعة النظير بادرت فرنسا إلى إنشائه
بادرت فرنسا إلى إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط في عام 2008 بغية ترويج الحوار والتعاون في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. ويمثل الاتحاد منظمةً حكوميةً دوليةً فريدة بما أنّه يجمع 42 بلدًا منهم مجموعة بلدان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط التي تشمل الدول المتوسطية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
تقيم فرنسا علاقات ثنائية مع كل دولة من دول ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط الجنوبية والشرقية. وأصبحت منظمات المجتمع الدولي تمثل لفرنسا جهات محاورة لا يمكن الاستغناء عنها في مجال العلاقات الدولية منذ أكثر من قرابة عشرة أعوام.
ويتكامل عمل هذه الهياكل مع نشاط الدول، إذ تتميز منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بحركية مبادرات تضطلع بها جهات فاعلة متنوعة تتمثل في جمعيات وجماعات محلية وإقليمية وجامعات ومراكز بحوث ومنشآت ومؤسسات وغيرها.
ويُقام حوار وثيق في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط مع هذه الجهات الفاعلة من غير الدول، فهي تمثل مؤشرًا هامًا على حيوية الحياة المدنية، ولا سيّما منذ انبثاق حركات الثورة في العالم العربي.
الحوار بين الضفتين
استُهل الحوار بين الضفتين في إطار مؤتمر قمة ضفتيّ المتوسط، الذي عُقد في مرسيليا في شهر حزيران/يونيو 2019، وهو يجمع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني من ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط الشمالية والجنوبية التي تشارك على نحو طوعي.
وأتاح الحوار بين الضفتين إحياء حركية التعاون في غرب حوض البحر الأبيض المتوسط، من خلال تنفيذ مشاريع عملية في مجال التنمية البشرية والاقتصادية والمستدامة في المنطقة، وذلك عقب إجراء جولة غير مسبوقة من المشاورات مع المجتمع المدني في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وشرعت مشاريع بارزة تسهم في تنفيذ الالتزامات التي قطعت في مرسيليا في عام 2019، في العمل ميدانيًا في مختلف المجالات التالية:
- التنمية المستدامة واقتصاد التدوير (الشراكة بين المدن الساحلية المستدامة في حوض البحر الأبيض المتوسط)،
- التدريب والإدراج المهنيين (شبكة الفرصة الجديدة للمتوسط)، والتراث (الاشتراك في تنمية التراث العالمي في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط)،
- الثقافة (الكتب الصادرة في الضفتين)،
- الابتكار وريادة الأعمال (المتوسط الصاعد).
-* الاطّلاع على التزامات من أجل رؤية جديدة طموحة الأهداف في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط
منتدى أوجه عالم المتوسطيين
أعلن رئيس الجمهورية السيد إيمانويل ماكرون عن تنظيم منتدى أوجه عالم المتوسطيين، الذي يرمي إلى استمرار هذه الحركية وتسريع وتيرتها. وسيعقد المنتدى في مرسيليا في عام 2022. ويكمن الهدف منه في توسيع نطاق الحوار بين الضفتين من خلال جمع "الجهات الفاعلة في المجتمع المدني في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط كافة"، "وهو ما قد يشمل بلدان متحاربة"، حول "الطموحات الثقافية والاجتماعية وفي مجال المشاريع الريادية".
يتيح استئناف انتهاج سياسة ترمي إلى تعزيز العلاقات مع دول الجوار الجنوبي لفرنسا ترويج هذا النهج التشاركي والإيجابي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط على الصعيد الأوروبي. ويرتكز هذا النهج إلى محاور البيان المشترك الذي اعتمدته المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية في 9 شباط/فبراير 2021.
ويتركز هذا البرنامج الطموح الأهداف الجديد في مجالات العمل الخمسة التالية:
- التنمية البشرية والحوكمة الرشيدة وسيادة القانون،
- القدرة على التكيّف والازدهار والانتقال الرقمي،
- السلام والأمن،
- الهجرة والتنقل،
- الانتقال البيئي والنهوض بالقدرة على التكيّف في مجالات البيئة والطاقة والمناخ.
وتنتهج هذه السياسة الأوروبية في البلدان التالية: الجزائر ومصر وإسرائيل والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وسورية وتونس.