الاجتماع غير الرسمي بصيغة "غيمنش" لوزراء الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي (13 و14 كانون الثاني/ يناير 2022)

حصة

سيُعقد الاجتماع غير الرسمي لوزراء الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في مشغل لي كابوسين في بريست في منطقة بريتاني يومَي 13 و14 كانون الثاني/يناير 2022، ويُطلق على هذا الاجتماع تسمية "غيمنش" نسبةً إلى قصر غيمنش الذي استضاف اللقاء الأول وفق هذه الصيغة في عام 1974.

ويتيح هذا الاجتماع إجراء محادثات غير رسمية ومفتوحة واستراتيجية تتناول أولويات السياسة الخارجية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي. ويتطرق المجتمعون إلى الآفاق البعيدة المدى وإلى أبرز الأزمات الدولية الراهنة على حدّ سواء.

وسيسبق الاجتماع غير الرسمي لوزراء الشؤون الخارجية مباشرة اجتماع وزراء الدفاع للدول الأعضاء، مثلما درجت العادة. وستُعقد دورة عمل مشتركة تضمّ جميع الوزراء.

واختارت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي بمعية الممثل السامي للاتحاد الأوروبي المعني بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية تكريس أعمال اجتماع بريست لتناول مواضيع أساسية تُعنى بتعزيز سيادة أوروبا على الساحة الدولية.

"بوصلةٌ استراتيجيةٌ" من أجل تعزيز سيادة أوروبا

سيستعرض الوزراء تفاصيل مشروع "البوصلة الاستراتيجية" إبّان الدورة المشتركة مع الوزراء المكلّفين بالدفاع للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك تمهيدًا لاجتماع رؤساء الدول والحكومات الذي يُزمع عقده في شهر آذار/مارس المقبل والذي يُفترض أن يقرّ هذا المشروع. وسيتسنى للدول الأعضاء بفضل هذه الوثيقة التي تُعدُّ بمثابة "الكتاب الأبيض" المتعلّق بالدفاع الأوروبي لعام 2030، تعزيز رؤية استراتيجية مشتركة للاتحاد الأوروبي للسنوات العشر المقبلة. وتمثّل هذه الوثيقة نتاج أعمال استمرّت منذ أكثر من سنة.

وستمزج هذه "البوصلة الاستراتيجية" بين تحديد المخاطر التي تهدد أوروبا، وتعزيز قدرات الأوروبيين التشغيلية والصناعية، والدفاع عن مصالح الاتحاد الأوروبي وحرية ممارسة عمله في المساحات المتنازع عليها، وهي البحار والمحيطات، والحيّز الواقع خارج الغلاف الجوي، والفضاء الإلكتروني، والحيّز الإعلامي. وستركّز الأعمال التي سينفذّها هذا المشروع على أربعة ميادين رئيسة، وهي إدارة الأزمات، وتعزيز القدرات، والقدرة على التكيّف، وإقامة الشراكات. وترغب الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي من خلال اجتماع بريست في المضي قدمًا في أعمالها الرامية إلى إنشاء مشروع "البوصلة الاستراتيجية" الطموح الأهداف من أجل النهوض بقوة الدفاع الأوروبي وقدرته التشغيلية.

تعزيز السياسة التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي إزاء الجوار الشرقي

سيتناول الوزراء الوضع الأمني السائد في الجوار الشرقي للاتحاد الأوروبي، ولا سيّما في أوكرانيا وبيلاروس. وسيقيّمون البيئة الجغرافية الاستراتيجية بعد عقد مجالس الشؤون الخارجية الأخيرة التي أتاحت للدول الأعضاء إعادة تأكيد حرصها على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وتضامنها مع المجتمع المدني في بيلاروس. وسيتناقشون بشأن الأنشطة التي سيقومون بها في سبيل التصدّي للتحديات الملحّة والمسائل الطويلة الأجل المتعلقة بأمن المنطقة.

إقامة علاقة متوازنة مع الصين

سيبحث الوزراء في العلاقة القائمة بين الاتحاد الأوروبي والصين، ولا سيّما في ما يخصّ السلوك الذي تنتهجه الصين إزاء بعض الدول الأعضاء في الاتحاد التي تواجه ضغوط سياسية واقتصادية وتجارية شديدة. وستتيح هذه المحادثات الحرص على أن يسهم النهج المتعدد الأبعاد الذي يعتمده الاتحاد الأوروبي والذي بلوره في بيانه المشترك الصادر في عام 2019 في بلوغ الهدف المتمثّل في إقامة علاقة أكثر توازنًا واستقرارًا واستشرافاً مع الصين. وسيتطرق الوزراء أيضًا إلى ترويج الصين نموذجها في النظام المتعدد الأطراف وإلى التدابير التي يجب أن يتّخذها الاتحاد الأوروبي من أجل التصدّي له.

قامة شراكة بصيغة جديدة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي

ستنظّم الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي دورة عمل مشتركة تمهيدًا لمؤتمر القمة الذي سيُعقد بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي يومَي 17 و18 شباط/فبراير 2022. وستتيح دورة العمل هذه، التي دُعي إليها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السيد موسى فقي محمد ووزيرة الشؤون الخارجية في جمهورية السنغال السيدة آيساتا تال سال، البحث في مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي. كما سيتيح مؤتمر القمة إعادة صياغة الشراكة التي تجمع بين القارتين، وتوطيد الروابط الاستراتيجية القائمة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي بشأن الأولويات المشتركة المتمثلة في الازدهار والأمن والتنقّل، وذلك بالتعاون مع الشركاء الأفارقة.

وسيُتاح للوزراء فرصة تناول مواضيع أخرى متعلقة بالقضايا الدولية إبّان اجتماع بريست. ودُعي المندوبون المعنيون ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي للمشاركة في بعض المناقشات الوزارية.