ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض
يضع ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض الذي انبثق عن مؤتمر القمة من أجل ميثاق مالي دولي جديد في حزيران/يونيو الماضي، أربعة مبادئ أساسيّة من أجل انتهاج سياسة تمويل دولية أكثر فعالية دعمًا للدول الأكثر ضعفًا في التصدي للأزمات ولتحديات الانتقال في مجال المناخ.
المبادئ الأربعة الأساسية لميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض
- 1) ينبغي ألا يضطر أي بلد إلى الاختيار بين التنمية وصون كوكب الأرض.
- 2) يتمتع كل بلد بحرية انتهاج استراتيجيته الخاصة في ما يخص الانتقال في مجال الطاقة بغية تحقيق أهداف اتفاق باريس.
- 3) يجب تحفيز صدمة للتمويل العام من أجل مكافحة الفقر وصون الكوكب في آنٍ واحد.
- 4) يجب إعادة توجيه التمويلات الخاصة وحشدها بكثافة من أجل دعم هذه الأهداف.
واجمعت مجموعة من الدول على ضوء هذا التوافق السياسي، بشأن هدف إصلاح الهيكلية المالية الدولية على نحوٍ طموح الأهداف من أجل حشد سريعًا التمويلات الضرورية بغية التصدي لتغير المناخ ومكافحة الفقر على نحوٍ فعّال.
ويحظى ميثاق باريس حاليًا بتأييد 55 دولةً [1] في جميع القارات بين بلدان نامية وبلدان متطورة ودول جزرية صغيرة ودول ذات اقتصادات كبيرة ناشئة.
جذور ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض
أفضت الآثار المتراكمة لجائحة فيروس كورونا والنزاعات والتغير المناخي والكوارث الطبيعية إلى عالمٍ يتزايد فيه الفقر وتتفاقم فيه أوجه اللامساواة ويفتقر إلى التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وسجّل الاستثمار السنوي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة عجزًا ملحوظًا إذ بلغ 4200 مليار دولار بعد جائحة فيروس كورونا. وينبغي أن تزيد الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة النظيفة ثلاثة أضعاف بغية تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ويستدعي تحقيق الانتقال في مجال الطاقة والمناخ في البلدان الناشئة والبلدان الناميةحشد مبلغ سنوي يتراوح بين 2،2 و 2،8 تريليون دولار.
وأدّى ارتفاع معدلات التضخم ونسبة الفوائد وتفاقم الدين إلى حدٍ لا يمكن تحمله والتوترات في مجال التجارة وغيرها من صدمات خارجية إلى تقويض ميزانيات البلدان إلى حدٍ كبير.
ويجب تحقيق ما يلي وفقًا لتقرير الأمم المتحدة بشأن أهداف التنمية المستدامة لعام 2023:
- التصدي للثمن المرتفع الذي يترتب على الديون والمخاطر المتزايدة للديون المفرطة؛
- تكثيف زيادة التمويل على الأجل الطويل بتكلفة معقولة من أجل التنمية؛
- توسيع نطاق التمويل الطارئ لجميع البلدان التي تحتاج إليه.
وحثّ هذا السياق رئيس الجمهورية الفرنسية على دعوة شركاء فرنسا الدوليين إلى باريس بغية تحفيز تعاون متعدد الأطراف أوسع نطاقًا يرمي إلى التصدي للتحديات المشتركة بغية إعادة إرساء الثقة وتحقيق نتائج سريعة من أجل الشعوب وكوكب الأرض.
أهداف ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض
يمثّل ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض محفلًا شاملًا حيث يتسنى للبلدان المشاركة فيه أن تتناقش وتبلور برنامجًا استراتيجيًا، ويساهم كذلك في ضمان ترجمة المفاوضات والنقاشات في المنتديات المتعددة الأطراف الأخرى على غرار مؤتمر الأطراف، ومجالس الإدارة في المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف وصندوق النقد الدولي ومجموعة الدول السبع ومجموعة الدول العشرين وغيرها، في برنامج عمل متسق في مجال التنمية والمناخ والطبيعة.
ويمثلّ ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض كذلك منصةً تتيح للأعضاء فيها استهلال مبادرات ترمي إلى تحقيق الهدف العام المتمثل في توفير المزيد من التمويل من أجل المناخ والتنمية. وأنشأت كل من كينيا وفرنسا وبربادوس على سبيل المثال فرقة عمل مكلفة بشؤون النظام الضريبي الدولي بغية تحديد الخيارات الضريبية الدولية بحلول موعد عقد الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف من أجل تمويل المنافع العامة العالمية.
ويجسد ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض محفزًا للحوار يربط بين مختلف أوجه برنامج إصلاح الهيكلية المالية الدولية. ويبرز التقدم المحرز عبر رفع التقارير بانتظام ويحدّد الثغرات في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي. ويتيح تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها البلدان بصفة فردية والمبادرات التي تستهلها عبر المساعدة في حشد المزيد من الدعم وتوسيع نطاقه.
طريقة عمل ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض
يجتمع ممثلو الدول الأعضاء في ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض بانتظام في إطار لجنات تنفيذية. وأنشئت أمانة سر مستقلة في كانون الثاني/يناير 2024 بغية تيسير عمل اللجنة التنفيذية ومتابعة حسن تنفيذ أهداف الميثاق. وتتخّذ أمانة السر منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي مقرًا لها.
وحظي ميثاق باريس للشعوب والأرض بتمثيل من الرئيس السابق للسنغال السيد ماكي سال كمبعوث خاص له. ويمثّل السيد ماكي سال كذلك برنامج الميثاق الذي يتسم بالإيجابية على الصعيد الدولي من خلال تعزيز الاستقطاب السياسي في مجال تنفيذه. ويلتزم المبعوث الخاص للميثاق بتوسيع نطاق شمول الميثاق وتأثير عمله.
بعض الإنجازات التي يحققها ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض
- النّظر في قضايا المناخ والبيئة على نحوٍ أفضل، من خلال رؤية جديدة للبنك الدولي تركز على التحديات العالمية الرئيسة؛ واعتماد هدف تخصيص نسبة 45 في المائة من التمويل المتعلق بالمناخ في كامل محفظته؛
- تحرير مساعدات إضافية عن طريق تحسين نموذج عملي للمصارف الإنمائية واعتماد هدف تخصيص مبلغ تتراوح قيمته بين 300 و400 مليار دولار إضافي على هيئة قروض لفترة السنوات العشرة المقبلة؛
- تعزيز تمثيل المحافل المالية الدولية الكبيرة عبر تسجيل إنشاء مقعد أفريقي ثالث في مجلس حوكمة صندوق النقد الدولي.
روابط مفيدة
للتواصل مع أمانة ميثاق باريس للشعوب وكوكب الأرض
- رئيسة الأمانة بييرا تورتورا
- منسقة الأمانة جولييت مولو-ماجور
[1] جنوب أفريقيا وألمانيا والأرجنتين وبنغلاديش وبربادوس وبنن وبوروندي، والرأس الأخضر والكاميرون وشيلي وقبرص وجزر القمر وكولومبيا وكوت ديفوار وكرواتيا والدنمارك ومصر وإسبانيا وأثيوبيا وفرنسا والغابون وغانا واليونان وغواتيمالا وغينيا وهايتي والهند وأيرلندا وإندونيسيا وجامايكا والأردن وكينيا ومدغشقر وملاوي والنيجر ونيجيريا وبالاو وبابوا غينيا الجديدة والبرتغال ورومانيا والسنغال وسلوفينيا وسري لانكا وتنزانيا وتشاد وتايلاند وتيمور الشرقية وتونس والأوروغواي وفانواتو وفيتنام وزامبيا.