التزامات ترمي إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي - قصر الإيليزيه، الثلثاء 12 كانون الثاني/يناير 2021
التزامات ترمي إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي
حشد مؤتمر قمة الكوكب الواحد في دورته الرابعة التي عُقدت في 11 كانون الثاني/يناير 2021 من الساعة الثانية وحتى الساعة الخامسة من بعد الظهر بتوقيت باريس، قادةً من العالم أجمع من أجل تسريع وتيرة الإجراءات الدولية الرامية إلى الحفاظ على الطبيعة.
وشارك في مؤتمر القمة أحد عشر رئيس دولة وحكومة (ألمانيا، وكندا، وكوستاريكا، وفرنسا، وإيطاليا، وموريتانيا، وموناكو، والنرويج، وهولندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والمملكة المتحدة)، فضلًا عن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وأمير ويلز، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس المجلس الأوروبي.
وفيما يلي أبرز النتائج التي تمخّضت عن مؤتمر القمة:
1. حماية النُظم البيئية البرية والبحرية
استهلّت فرنسا وكوستاريكا التحالف من أجل الدرجة العالية من الطموح للطبيعة والإنسان، ويعتزم التحالف توفير الشروط المؤاتية التي تتيح وضع هدف طموح لحماية الطبيعة بموجب الاتفاقية بشأن التنوّع البيولوجي، نهاية العام الجاري. وأتاحت الجهود المبذولة انضمام 52 دولةً إلى التحالف حتى اليوم، وتلتزم تلك الدول بالعمل على حماية 30 في المائة من المناطق البرية والبحرية بحلول عام 2030.
وأعلن رئيس الجمهورية التزامه بحماية 30 في المائة من المناطق البحرية والبرية الفرنسية اعتبارًا من عام 2022. ومن جهة أخرى، أعلن إصدار استراتيجية خاصة بالمناطق المحمية تتيح توثيق المسار المزمع اتّباعه من أجل بلوغ الهدف المنشود. وستُعزز الإمكانيات البشرية للوكالات التنفيذية الحكومية المعنية في السنوات الثلاث المقبلة، ولا سيّما من خلال حشد جهود متطوعي الخدمة المدنية.
واستهلّت اليوم كلٌّ من إسبانيا وفرنسا وإمارة موناكو تحالفًا جديدًا للبحر الأبيض المتوسط "البحر الأبيض المتوسط النموذجي عام 2030" ويرتكز هذا التحالف على أربعة التزامات، ألا وهي (1) وضع شبكة للمناطق المحمية، (2) ووضع حدّ نهائي للإفراط في صيد الأسماك، (3) ومكافحة التلوّث البحري ووضع حدّ نهائي للدائن الأحادية الاستعمال، (4) وتعزيز النقل البحري المراعي للبيئة. وسيواصل التحالف بذل الجهود من أجل استقطاب دول أخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك الجهات الفاعلة الإقليمية والمحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وسيتسنى تعزيز هذه الحركية إبّان مؤتمر قمة ضفتَي المتوسط ومؤتمر الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية في مارسيليا.
2. تعزيز الإيكولوجيا الزراعية
بما أن الإيكولوجيا الزراعية تتيح الحفاظ على التنوّع البيولوجي من خلال السعي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة واستحداث فرص عمل، قرر مؤتمر قمة الكوكب الواحد جعل الإيكولوجيا الزراعية مقومًّا أساسيًا يحظى بالتزام دولي.
وتُطرح هذه المسألة المهمة للغاية في القارة الأفريقية، حيث تتراكم آثار تغيّر المناخ وتدهور الأراضي وفقدان التنوّع البيولوجي مهددةً الأمن الغذائي في العديد من البلدان. وفي هذا الإطار، اعتُمد برنامجٌ يُعرفُ باسم "مسرّع مبادرة السور الأخضر العظيم" (GGW Accelerator). وترمي هذه المبادرة المتعددة الأطراف إلى تحفيز جميع الجهات المانحة على تقديم مساعدات مالية، كما تصبو إلى إضفاء زخم جديد على المبادرة الأفريقية الطموحة التي أُطلقت في الثمانينات في سبيل زيادة المساحات الخضراء في منطقة الساحل. والتزم جميع الشركاء في هذه المبادرة بجمع تمويلات دولية بقيمة 14 مليار يورو تقريبًا (16،85 مليار دولار أمريكي) للبلدان الأحد عشر المعنية بحلول عام 2025.
وأُدرج بالفعل 14،3 مليار دولار ضمن ميزانية المبادرة، وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أنه بإمكانها جمع ما يزيد على 2،5 مليار يورو في ميزانيتها قيد الإعداد، بغية الإسهام في المبادرة. والتزم أكثر من مائة منشأة منضوية تحت لواء شرعة الحركة الإيكولوجية الزراعية الدولية من أجل أفريقيا (International Agroecological Movement for Africa) بالمشاركة في تحقيق أهداف التحوّل الإيكولوجي الزراعي في بلدان السور الأخضر العظيم. وأُنشئت أمانة عامة لدى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر مولجة متابعة تنفيذ هذه الالتزامات. وتعهّد رئيس الجمهورية بمتابعة هذه المبادرة في إطار مؤتمر القمة الأفريقي الفرنسي المقبل المزمع عقده في مونبولييه في شهر تموز/يوليو المقبل.
وأعلن رئيس الجمهورية أن فرنسا ستدعم زراعة سياج من النباتات على طول 7 آلاف كلم بحلول عام 2022، مؤكّدًا إضفاء زخم جديد على عملية التحوّل الإيكولوجي الزراعي للزراعة الفرنسية في إطار خطة الإنعاش.
3. جمع التمويلات من أجل التنوّع البيولوجي
أعلن إنشاء التحالف من أجل الاستثمار في الرأسمال الطبيعي الذي يحظى برعاية أمير ويلز والذي يشارك فيه مشروع إدارة الأصول المناخية المشترك بين شركة الاستثمارات والاستشارات "بولينايشن" ومصرف أتش أس بي سي (HSBC Pollination Climate Asset Management)، ومصرف لومبارد أوديه، ومؤسسة ميروفا المالية. ويضم التحالف الجهات الفاعلة في القطاع المالي الراغبة في زيادة استثماراتها في مجال استصلاح التنوّع البيولوجي، ويهدف إلى جمع 10 مليارات دولار تخصص للطبيعة بحلول عام 2022.
وأتاح مؤتمر قمة الكوكب الواحد وضع أسس التحالف الرامي إلى جمع التمويلات من أجل المناخ والتنوع البيولوجي والرامي أيضًا إلى مؤازرة الجهود المبذولة في سبيل الإجراءات المناخية من جهة والحفاظ على الغلاف الجوي من جهة أخرى. وسيعمل أعضاء هذا التحالف على زيادة تمويلاتهم من أجل المناخ مخصصين جزءًا منها للتنوّع البيولوجي. وقد دعمت كندا وفرنسا والنرويج والمملكة المتحدة هذا المبدأ إبّان مؤتمر قمة الكوكب الواحد.
وأعلنت فرنسا أن 30 في المائة على الأقل من تمويلاتها من أجل المناخ ستعود بالمنفعة على التنوّع البيولوجي أيضًا بحلول عام 2030. وستُحقق التمويلات الممنوحة من الوكالة الفرنسية للتنمية هذا الهدف المنشود اعتبارًا من عام 2025.
وأتاح مؤتمر قمة الكوكب الواحد فرصة إضفاء زخم سياسي على فريق العمل المعني بكشف البيانات المالية الخاصة بالطبيعة (Taskforce on Nature-related Financial Disclosure)، ولا سيّما من جانب كندا وفرنسا والمملكة المتحدة. وستضع هذه المبادرة التي ترعاها جهات فاعلة من القطاعين العام والخاص، من بينها زهاء خمسين مؤسسة مالية رائدة، إطارًا لتقييم مخاطر الأنشطة الاقتصادية على التنوّع البيولوجي وأثرها ومنافعها، على غرار فريق العمل المعني بكشف البيانات المالية الخاصة بالمناخ (Taskforce on Climate-related Financial Disclosure).
وأخيرًا أعلنت كندا أنها ستقدم 55 مليون دولار كندي (35،3 مليون يورو) إلى صندوق تحييد أثر تدهور الأراضي (Land Degradation Neutrality Fund) من أجل دعم إدارة استخدام الأراضي واستصلاحها على نحو مستدام، ولا سيّما في أفريقيا. وأعلنت فرنسا رغبتها في الانضمام إلى هذه المبادرة. وسيتمّكن صندوق تحييد أثر تدهور الأراضي من بلوغ أهدافه المحددة عند إنشائه إبّان مؤتمر قمة الكوكب الواحد في أيلول/سبتمبر 2017، وذلك بفضل هذه المبادرة التي من شأنها تحفيز المزيد من المستثمرين من القطاع الخاص.
4. حماية الغابات والأنواع البيولوجية والصحة البشرية
أطلقت فرنسا مبادرة تجنّب ظهور الأمراض الحيوانية المصدر (PREZODE) التي تتيح إقامة تعاون فريد من نوعه على الصعيد الدولي بين الجهات الفاعلة في مجال البحوث وشبكات الرقابة الصحية، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة، وذلك في سبيل منع انتشار جوائح جديدة حيوانية المصدر. وتلتزم فرنسا بهذه المبادرة بالتنسيق مع العديد من الجهات الفاعلة الأوروبية في مجال البحوث وتحشد بالفعل جهود ما يزيد على 400 باحث وخبير في الصحة البشرية والحيوانية والبيئية على الصعيد الدولي.
وأتاح مؤتمر قمة الكوكب الواحد فرصة تقييم أعمال التحالف من أجل الحفاظ على الغابات الاستوائية الذي استُهلّ إبّان مؤتمر قمة مجموعة الدول السبع عام 2019. وأعلنت ألمانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية انضمامهما إليه.
وتبيّن من النقاش الذي أُجري بشأن اجتثاث الغابات لأغراض التصدير أن البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية التزما بالتقيّد بجدول زمني محدد لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن اجتثاث الغابات لأغراض التصدير في خلال عام 2021، إضافةً إلى الاستراتيجيات الوطنية التي وضعتها فرنسا وهولندا على وجه الخصوص. وأشار رئيس الجمهورية من جهته إلى أنه إضافةً إلى تلك القرارات، ستنفّذ فرنسا استراتيجيتها الوطنية الخاصة بالبروتينات النباتية التي أُصدرت منذ بضعة أسابيع. وعلاوة على ذلك وبغية إكمال هذه الآلية، دعا رئيس الجمهورية إلى إقامة تعاون بين أوروبا وأفريقيا من أجل مضاعفة إنتاج البروتينات النباتية وفق أنماط الإيكولوجيا الزراعية، وذلك بغية تعزيز الأمن الغذائي في أفريقيا والإسهام في تزويد الاتحاد الأوروبي بالبروتينات النباتية.
وأعرب رئيس الجمهورية مجددًا عن تصميمه على متابعة جميع هذه الالتزامات، وعليه سيجري تقييم هذه الالتزامات إبّان المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة الذي يُنظمه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية في مارسيليا من 3 إلى 11 أيلول/سبتمبر 2021.