التزام فرنسا بالتنوع اللغوي واللغة الفرنسية

حصة

نشر اللغة الفرنسية يندرج في الأولويات الفرنسية

يتجسّد الالتزام الفرنسي من أجل اللغة الفرنسية أولًا في الاستراتيجية الدولية من أجل اللغة الفرنسية والتعدد اللغوي التي أعلن عنها رئيس الجمهورية السيد إيمانويل ماكرون في 20 آذار/مارس 2018. وترمي هذه الاستراتيجية إلى إحياء مكانة اللغة الفرنسية ودورها في العالم، في إطار احترام تعدد اللغات وإدراجها في عناصر القوة في العولمة.

"يجب على الفرنكوفونية أن تدعم اللغات الأخرى، التي تشمل اللغات الأوروبية الأخرى بصورة خاصة، وكذلك جميع اللغات التي تحجّمها العولمة أو تعزلها." رئيس الجمهورية السيد إيمانويل ماكرون
20 آذار/مارس 2018، معهد فرنسا

وتسهم ثلاثة مشاريع رئيسة توخاها رئيس الجمهورية بغية إبراز قيمة اللغة الفرنسية بوصفها لغةً عالميةً في تنفيذ هذه الاستراتيجية، وهي:

  • مدينة اللغة الفرنسية الدولية في فيلير كوتيري المقرر افتتاحها في خريف عام 2022، وتقدم مجموعةً متنوعةً من البرامج الثقافية، وتفكك النهج والتخصصات ووجهات النظر الضيقة السائدة بشأن اللغة الفرنسية.
  • المجالس العمومية المعنية بالكتاب باللغة الفرنسية التي عقدت من 23 إلى 24 أيلول/سبتمبر 2021 في مدينة الثقافة في تونس وجمعت كتاب فرنكوفونيين تسهم أعمالهم في تطوّر الفرنكوفونية. وعقد بعد هذه الفاعلية مؤتمر الكتاب العالمي، من 25 إلى 26 أيلول/سبتمبر 2021، برئاسة الممثلة الشخصية لرئيس الجمهورية من أجل الفرنكوفونية السيدة ليلى سليماني. واعتمد وزراء ثقافة كل من بوركينا فاسو وكوت ديفوار وفرنسا ومدغشقر وكيبيك وسويسرا وتونس وفيتنام وبلجيكا وموناكو، بمناسبة عقد المجالس العمومية المعنية بالكتاب باللغة الفرنسية، بيانا مشتركًا التزموا فيه بوضع سياسات تفضي إلى تنفيذ النتائج التي خلصت إليها المجالس العامة وانتهاجها.
  • قاموس الفرنكوفونيون، وهو قاموس تعاوني رقمي مفتوح يرمي إلى إبراز ثراء اللغة الفرنسية المحكية في الحيز الفرنكفوني ويشمل أكثر من 500 ألف مصطلح وتعبير باللغة الفرنسية المحكية من جميع أنحاء العالم. وينسجم القاموس مع هدفين من أهداف الاستراتيجية التي أُعلن عنها في عام 2018، وهما ترويج الفرنكوفونية باستخدام الأدوات التي يوفرها المجال الرقمي وإبراز قيمة اللغة الفرنسية التي تتجسد في تنوّع تعابيرها واستخداماتها.

فرنسا تجسد التزامها من خلال الأنشطة الثنائية

تعليم الفرنسية وتعلّمها

تسهم الشبكة التعليمية والشبكة الثقافية المزدوجة المتمثلة في المعهد الفرنسي ومراكز الأليانس فرانسيز، المنتشرة في جميع أنحاء العالم، إسهامًا كبيرًا في نشر اللغة الفرنسية من خلال منح قرابة 10 ملايين شهادة باللغة الفرنسية منذ عام 1985. ويضاف إلى ذلك التزايد الملحوظ جدًا في عدد شارات علامة فرنسا للتعليم (LabelFrancÉducation) التي تمنحها وزارة أوروبا والشؤون الخارجية للمؤسسات التي توفّر أقسام ثنائية اللغة فرنكوفونية بغية دعم تعلّم اللغة الفرنسية. وكانت تتضمن هذه الشبكة 285 مؤسسةً في العالم في عام 2018، صار يبلغ عددها اليوم 523 مؤسسةً.

وتسخّر فرنسا من خلال شبكة المدارس الفرنسية في الخارج كذلك وسائل مهمة لتدريب زهاء 380 ألف طالب باللغة الفرنسية وعليها، وهو ما يشمل 120 ألف طالب فرنسي و359 طالب أجنبي في أكثر من 552 مؤسسةً.

التعاون في المجال التربوي واللغوي

تسهم فرنسا أخيرًا في إشعاع اللغة الفرنسية في العالم من خلال المشاركة الفاعلة لشبكة التعاون النشاط الثقافي التابعة لها. ويعمل يوميًا أكثر من 5250 موظفًا، و137 إدارة تعاون ونشاط ثقافي في السفارات، و93 مركزًا تابعًا للمعهد الفرنسي، و440 مركزًا للأليانس فرانسيز على التعاون التربوي واللغوي في مختلف البلدان.

فرنسا منخرطة في المحافل المتعددة الأطراف

تنخرط فرنسا انخراطًا كاملًا في الترويج للأساس الجوهري الذي يقوم عليه تعدد اللغات في المنظمات الدولية. وتحرص فرنسا، من خلال بعثاتها الدائمة في المنظمات الدولية، على احترام النظم اللغوية وتعكف على ترويج منافع التنوع اللغوي بمعية شريكاتها من الدول والمؤسسات والمجموعات اللغوية الأخرى. وتولي فرنسا أهميةً كذلك إلى تطور الآليات والتدابير المتابعة والترويج التابعة للمنظمات.

وتدعم فرنسا من خلال المنظمّة الدولية للفرنكوفونية برامج التدريب اللغوي للموظفين الحكوميين والدبلوماسيين، وتنخرط مع بروكسل ولكسمبرغ واتحاد فالونيا-بروكسيل، في "آلية الرصد والإنذار والعمل من أجل اللغة الفرنسية وتعدد اللغات في المنظمات الدولية" التي استهلتها الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية في كانون الأول/ديسمبر 2019.

وكانت فرنسا كذلك القوة المحركة في اعتماد نداء من أجل اللغة الفرنسية وتعدد اللغات في المؤسسات الأوروبية في عام 2018 في مؤتمر قمة الفرنكوفونية الذي عقد في بوخارست. وتستنفر فرنسا طاقتها في إطار التحضيرات لمؤتمر القمة الفرنكوفونية المقبل الذي سيعقد في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، من أجل اعتماد إعلان بشأن اللغة الفرنسية.

العمل في إطار الاتحاد الأوروبي

فرنسا تتوخى اليقظة وتعمل بحيوية في بروكسل

تروج فرنسا تنوّع اللغات في المؤسسات الأوروبية، التي يحكم فيها نظام اللغة اللائحة رقم 1/1958 المؤرخة في 15 نيسان/أبريل 1958 وميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي في المادة 41 (2000)، التي تنص على أنه يجوز لأي شخص أن يخاطب مؤسسات الاتحاد بإحدى لغات المعاهدات ويجب أن يتلقى رداً باللغة عينها. ويندرج ترويج تعدد اللغات في الاتحاد الأوروبي بصورة خاصة في الاستراتيجية الدولية من أجل اللغة الفرنسية والتعدد اللغوي التي أعلن عنها رئيس الجمهورية. وذكّر الرئيس بالبعد الأوروبي الذي تتخذه هذه القضية في الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر السفراء والسفيرات في عام 2019.

وتضطلع فرنسا في باريس وفي بروكسل على حد سواء بواجب توخي اليقظة من حيث احترام النظام اللغوي ولا تتوانى وشركاؤها عن إبلاغ الهيئات المختصة عن أي تقصير في هذا الصدد. وتخصص فرنسا مبلغًا سنويًا تبلغ قيمته المتوسطة 1،8 مليون يورو من خلال الأمانة العامة للشؤون الأوروبية إسهامًا منها في كلفة الترجمة الفورية باللغة الفرنسية للاجتماعات التي يعقدها المجلس، وذلك لتتمكن جميع الهيئات التحضيرية التي يجيز نظامها للترجمة الفورية الانتفاع بالترجمة الفورية باللغة الفرنسية.

وتقود فرنسا فضلًا عن ذلك برنامج "الألف ورقة" الذي يتمثل في تقديم دورات باللغة الفرنسية للموظفين الحكوميين الأوروبيين ووكلاء البعثات الدائمة لدى المؤسسات الأوروبية من خلال مراكز الأليانس فرانسيز.

وتمثل الوثيقة الداخلية الكتيّب التعليمي "اللغة الفرنسية في المؤسسات الأوروبية"، الذي حدثته الأمانة العامة للشؤون الأوروبية مرجعًا بشأن استخدام الموظفين الحكوميين اللغة الفرنسية.

الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي

أدرجت فرنسا تنوّع اللغات واللغة الفرنسية في الاتحاد الأوروبي في أولوياتها بمناسبة الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي التي امتدت بين شهري كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو 2022. وتتالت المشاريع الثلاثة التالية:

  • من نيسان/أبريل إلى تموز/يوليو 2021: اجتمعت مجموعة عمل برئاسة البروفيسور كريستيان ليكين بتكليف من السلطات الفرنسية بين شهري نيسان/أبريل وتموز/يوليو بغية صياغة التقرير الذي عرف بـ«ليكين» وتم تسليمه في تشرين الأول/أكتوبر 2021 إلى الوزير المنتدب للفرنكفونية وسكرتير الدولة للشؤون الأوروبية.
  • خريف 2021: أتاحت الاستنتاجات التي استخلصت من هذ التقرير وضع خطة عمل من أجل تنوّع اللغات في المؤسسات الأوروبية.
  • 15 آذار/مارس 2022: المؤتمر الوزاري بشأن تنوّع اللغات واللغة الفرنسية في الاتحاد الأوروبي (بصيغة (PDF - 117 Ko) الذي يضم الدول الأعضاء والممثلين عن الاتحاد الأوروبي والمجتمع المدني.

وأدرجت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي تعدد اللغات واللغة الفرنسية في صميم العقيدة اللغوية التي انتهجتها من النظام اللغوي للاجتماعات الوزارية غير الرسمية
واجتماعات الخبراء إلى نشر الوثائق.

ووضع برنامج الألف ورقة لتلبية الطلب المتزايد.

أيار/مايو 2022