فن الطبخ الفرنسي يفتح شهيات جديدة

حصة


قيل أن نجومها قد أَفُلَت وشحب لونها… ومع ذلك، استعادت الذِواقة (فن الطبخ) الفرنسية ألوانها وأسواقها العام الماضي. كبد الإوز السمين والشمبانيا والكمأ وجبنة الكاممبير والكونياك… كل هذه المنتجات الرمزية تستمر في إثارة خيال العالم بأسره ولاسيما البلدان الناشئة.

وعلى غرار الأزياء والمجوهرات والعطور فان المنتجات الذواقة ترمز الى فن الحياة على الطريقة الفرنسية. هذا الفن احتفلت به حتى الأونيسكو التي سجلت العام الماضي وجبة الذائقة (المطبخ) الفرنسية على قائمة التراث غير المادي للبشرية.

ومع ذلك بدا أن هذه الطقوسية التي لا مفر منها كانت في حالة رديئة العام الماضي. ففي سياق التجارة الزراعية العالمية التي أصبحت تنافسية أكثر فأكثر، شهدت المنتجات الفرنسية تقلصاً. وأعلن بيير لولوش سكرتير الدولة المكلف بالتجارة الخارجية:

"بأننا انتقلنا من 9 في المئة من حجم سوق المواد الغذائية في عام 2000 الى 6،4 في المئة في 2009 بينما انتقلت ألمانيا من 6 الى 7 في المئة". في حين أن التحدي ألأساسي يكمن في أن عمليات تصدير الأغذية الزراعية تمثل 250 ألف وظيفة.

وفي محاولة للتصدي لهذا الاتجاه، أطلقت إذاً سكريتيرية الدولة حملة دولية شعارها: "إنه فرنسي حقاً لأنه طيب"، حيث أن غاية العملية هو إعادة إطلاق صادرات المنتجات الغذائية وفنون الطعام عبر المراهنة في شكل أساسي على الشركات الصغيرة التي لم تجرؤ بعد على دخول الأسواق الأجنبية.

من بين أهداف هذه الحملة البلدان الناشئة كالبرازيل والصين وروسيا أو حتى الإمارات العربية المتحدة. فهل أن مبادرات من هذه الطبيعة يمكن ان تكون كافية؟ ولقد لاحظنا بعض الإشارات المشجعة قبل إطلاق هذه العملية في بداية آذار/مارس.

فبعد الانخفاض الحاد عام 2009 الناتج بشكل أساسي من الأزمة الاقتصادية اتجهت صادرات صناعات الأغذية الزراعية الى الصعود في 2010. وحققت خصوصاً المنتجات المصنعة نجاحات وكذلك المنتجات الكحولية.

في عام 2010، تجاوزت قيمة الصادرات الفرنسية من النبيذ والمشروبات الروحية 9 مليارات أورو، أي 18،3 في المئة أكثر من عام 2009. فالمشروبات الأكثر رمزية لهذا الفن من الحياة على الطريقة الفرنسية حققت أفضل النتائج العام الماضي، كالشمبانيا ( +22 في المئة كصادرات) ونبيذ البوردو (+ 17 في المئة) والكونياك ( + 30 في المئة). هذه الأرقام تُعزى لاسيما الى اختراق كبير في الصين. ولقد اشترت بكين العام الماضي بأكثر من 564 مليون أورو نبيذاً ومشروبات روحية، وهو قفزة كبيرة الى الأمام بما يعادل 78،8 في المئة خلال عام واحد. وأصبحت الأصناف الرفيعة المستوى مطلوبة أكثر فأكثر. وفي رف أنواع النبيذ، يشكل البوردو 85 في المئة من أصناف التموين الصيني.

وبالنسبة لعام 2011 فان النتائج سوف تكون واعدة كذلك. ووفق المهنيين في منتجات المشروبات الكحولية فان الصادرات قد تزداد بنسبة 5 في المئة على الأقل هذا العام. ويراهن المصدرون الفرنسيون الآن على عملاق آسيوي آخر وهو الهند نظراً لأنها السوق الأولى في المشروبات الروحية. وتمتلك هذه المنتجات هوية قوية، الأمر الذي يسمح لها بالدفاع عن خصوصيتها في السوق المعولمة.

يستمر العديد من الشركات الصغيرة بلعب ورقة التقليد عبر بقائها وفية لتقنيات التصنيع المتوارثة، وهذا مثابة نجاح ملحوظ.

ذلك أن هذا الاحترام للتقليد هو الذي يسمح للمنتجات الذِواقة الفرنسية بإيجاد مكانها في رفوف محلات البقالة الرفيعة المستوى في العالم بأسره.

تبقى هذه الصورة من الجودة الفرنسية قوية دائماً. فالشركات الكبرى الأجنبية فهمت ذلك جيداً على غرار تلك التي اختارت إنتاج الفودكا الخاصة بهم في فرنسا. وفي حين أن لا علاقة لها بالتقليد الفرنسي، إلا أن المهارة الفرنسية تضمن دائماً النجاح.

ناتالي غريغورسيوك

أخبار فرنسا ـ رقم 13 نيسان/أبريل 2011