مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة من أجل الأمن الغذائي في البلدان الأكثر عرضة للخطر

حصة

ترمي مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة إلى منع التداعيات الكارثية للحرب الروسية في أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي. ويترتب على هذه الحرب عواقب وخيمة بالفعل في العديد من البلدان المعرضة للخطر تؤثّر في مستويات الأسعار، والإنتاج، والحصول على الحبوب والتزوّد بها، ولا سيّما القمح.

وتُعدّ روسيا وأوكرانيا جهتين فاعلتين بارزتين في إنتاج مواد غذائية أساسية عدّة، مثل الحبوب، وتوفّران نحو 30 في المئة من صادرات القمح العالمية. وتفاقم الحرب التي تشنّها روسيا على أوكرانيا خطر انعدام الأمن الغذائي وتهدد في إغراق ملايين الأشخاص في أزمة غذائية في البلدان الأكثر عرضة للخطر.

واستهلّت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأفريقي مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة في 24 آذار/مارس 2022، بغية منع حدوث أزمة غذائية فادحة. وتوفّر هذه المبادرة آلية للتصدّي للأزمة الغذائية تقوم على ثلاث ركائز، وهي:

ركيزة تجارية لتهدئة التوترات في الأسواق الزراعية

ترمي هذه الركيزة، بالتعاون الوثيق مع منظمة التجارة العالمية، إلى تجنّب حدوث "أزمة ثقة" في الأسواق الزراعية، من خلال منع القيود المفروضة على الصادرات وتعزيز شفافية الأسعار والمخزونات الزراعية. واعتُمد في الآونة الأخيرة قرار يعفي مشتريات برنامج الأغذية العالمي من أي قيود مفروضة على الصادرات إبّان الاجتماع الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية، وهو ما يمثّل إنجازًا مهمًا في هذا الصدد.

ركيزة تضامنية لدعم القدرات الزراعية الأوكرانية

تعمل فرنسا على نحو وثيق مع برنامج الأغذية العالمي من أجل وضع آلية التضامن التي من شأنها أن تسهم في التخفيف من حدة التداعيات في حال تفاقمت الأزمة. وستتيح هذه الآلية لبرنامج الأغذية العالمي و/أو البلدان الأكثر عرضة للخطر التزوّد بالمنتجات بأسعار أدنى من أسعار السوق. ويندرج دعم القطاع الزراعي الأوكراني وتصدير الحبوب الأوكرانية عبر مبادرة "ممرات التضامن" في صلب أولويات مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة. وتُعدُّ مشاركة المنشآت الخاصة المتخصصة في إنتاج الحبوب والنقل والتجارة في جهود التضامن هذه ضروريةً.

ركيزة إنتاجية لتعزيز القدرات الزراعية على نحو مستدام في البلدان المعنية أكثر من غيرها

ترمي الركيزة الثالثة لمبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة إلى تسريع وتيرة الانتقال إلى النُظم الغذائية المستدامة وذات القدرة على الصمود، ولا سيّما في القارة الأفريقية التي تُعدُّ سيادتها الغذائية ضرورية، وذلك بالتنسيق مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية. ولا بد من الاستفادة من الإنجازات التي أحرزتها الدورة السادسة لمؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي التي عُقدت في 18 شباط/فبراير 2022 في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي المستدام، ومن مبادرة السور الأخضر العظيم ومبادرة البروتينات النباتية.

ويقترح كلٌّ من فرنسا وشركائها الأوروبيين مشاريع عملية على الأجل القصير والمتوسط والطويل سيستدعي تنفيذها إشراك جميع الجهات الفاعلة الملتزمة في القطاعين العام والخاص، وذلك من خلال مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة وبدعم من المنظمات الدولية الناشطة في مجال الأمن الغذائي والتغذية.

الائتلاف العالمي للجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص من أجل القدرة على الصمود في مجال الغذاء على الصعيد الدولي

إن التعاون التضامني الوثيق بين القطاعين الخاص والعام على جميع الجبهات ضروري من أجل ضمان التصدّي للأزمة الغذائية على نحو فاعل. ولهذه الغاية، حشد كلٌّ من وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية، السيدة كاترين كولونا ووزير الزراعة والسيادة الغذائية، السيد مارك فينو الجهات الفاعلة في القطاع الخاص، بحضور الوزير المنتدب المكلّف بالتجارة الخارجية والاستقطاب، السيد فرانك رياستر، وسكرتيرة الدولة المكلّفة بالتنمية والفرنكوفونية والشراكات الدولية لدى وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية، السيدة كريسولا زاكاروبولو. وأتاح هذا الاجتماع استهلال ائتلاف القطاع الخاص من أجل الأمن الغذائي، بدعم من فرنسا، والمفوضية الأوروبية، والمصرف الأوروبي للاستثمار، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الغذائية، ومؤسسة بيل وميليندا غايتس، فضلًا عن اعتماد إعلان التزامات القطاع الخاص من أجل دعم الائتلاف.
ويمثّل المؤتمر الوزاري بشأن الأمن الغذائي الذي نُظّم في ألمانيا في 24 حزيران/يونيو 2022، ومؤتمر قمة مجموعة الدول السبع الذي عُقد في قصر إلماو يومَي 27 و28 حزيران/يونيو 2022، والاجتماع الرفيع المستوى للجنة الأمن الغذائي العالمي الذي سيعقد في نيويورك في 18 تموز/يوليو 2022، ومؤتمر قمة مجموعة الدول العشرين الذي سيُنظّم في بالي في خريف عام 2022 مناسبات مهمة من أجل مواصلة حشد جهود المجتمع الدولي وتنفيذ مقترحات مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالّي الغذاء والزراعة.

تقرير الفريق العامل الأكاديمي المستقل الذي شُكّل برعاية رئيس الجمهورية من أجل إضفاء بعد جغرافي استراتيجي على مبادرة تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة.

للاستزادة

حزيران/ يونيو 2022

روابط هامة