المحفوظات الدبلوماسية في نانت

حصة

احتفلت وزارة الشؤون الخارجية في عام 2015 بالذكرى السنوية الخمسين لنقل بعض إدارات الوزارة إلى مدينة نانت. ويُعزى قرار نقل بعض الإدارات إلى نانت إلى الوزير موريس كووف دو مورفيل الذي كان ينفّذ بذلك سياسة إدارة الأراضي التي كان يتوخاها الجنرال ديغول.

وكانت إدارة الأحوال الشخصية للفرنسيين المقيمين في الخارج الإدارة الأولى التي تُنقل إلى نانت في عام 1965، وتبعتها إدارة المحفوظات بعد وقت قصير. وأُلحق بالوزارة مبنى آخر يقع في شارع كاستيرنو في الحي الشرقي من مدينة نانت في عام 1966. وكان هذا المبنى حظيرة بُنيت حوالي عام 1870 لتخزين أعلاف خيول الجيش الفرنسي وتبلغ سعتها 12 كيلومترًا طوليًا، وكان من السهل تحويلها إلى مخزن لإيداع المحفوظات بأقل تكلفة ممكنة.

وتقرر نقل جميع المحفوظات التي استعادتها فرنسا من البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الخارج إلى هذا المبنى والتي كان من غير الممكن إيداعها في مقر الوزارة في كي دورسي بسبب تعذّر إيجاد المكان الكافي لها والتي خُزّن جزءٌ منها لدى المحفوظات الوطنية.

وفي عام 1987 أدت مقتضيات القانون المؤرخ في 3 كانون الثاني/يناير 1979 بشأن المحفوظات، وطلبات الباحثين الأكثر إلحاحًا، فضلًا عن اكتظاظ قاعة القراءة في باريس إلى إنشاء قاعة تتيح الاطلاع على المحفوظات وإلى تأليف فريق عمل صغير يديره موظّف مسؤول عن حفظ المجموعات وتوفيرها. وأصبح هذا "المبنى الملحق" في نانت مخصصًا بالكامل لإدارة المحفوظات وأصبح يُعرف باسمه الحالي مركز المحفوظات الدبلوماسية في نانت.

ووضعت اعتبارًا من هذه الفترة سياسة حكيمة ومنهجية ترمي إلى استعادة جميع الموارد والمحفوظات من البعثات في الخارج. وبات من الضروري الانتقال سريعًا إلى مرحلة جديدة مع تسارع وتيرة استعادة المحفوظات. وأصبح المبنى الذي كان حظيرة لتخزين أعلاف الخيول في السابق والذي كان هيكله الداخلي خشبيًا مكتظًا بالمحفوظات، وصار من الضروري تشييد مبنى جديد.

وبدأت ورشة بناء مبنى جديد صممه المهندس المعماري تييري فان دو فينغارت. ودُشّن هذا المبنى في عام 1996 وتبلغ سعته التخزينية 37 كيلومترًا طوليًا. وأتاحت أعمال ترميم المبنى القديم وتحديثه التي أُنجزت في عام 1997 افتتاح قاعة قراءة واسعة توفر 50 مقعدًا وصالة عرض.

ويحفظ مركز المحفوظات الدبلوماسية في نانت حاليًا 30 كيلومترًا طوليًا من محفوظات البعثات الدبلوماسية والقنصلية التي يعود أقدمها إلى القرن السادس عشر.