الأسلحة الكيميائية - ذكرى مرور عشرة أعوام على دخول اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة حيز النفاذ في سورية وانضمام البلد إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (14 تشرين الأول/أكتوبر 2023)
يسجّل يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر 2023 مرور عشرة أعوام على انضمام سورية لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية. وكان لا بد لانضمام سورية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية واعتماد القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في هذا السياق أن يدفعا النظام السوري إلى التخلي عن استخدام هذه الأسلحة وتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية بالكامل في البلد. وتشجب فرنسا أنّ النظام السوري لم يحترم التزاماته بموجب اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة حتى بعد مرور عشرة أعوام على انضمامه إليها.
ولم يوفر النظام السوري كذلك معلومات كاملة بعد عن وضع مخزونه من الأسلحة الكيميائية مع أنّ التزاماته الدولية تفرض عليه ذلك. ويبيّن استخدام النظام السوري المتكرر للأسلحة الكيميائية منذ عام 2013 أنّه لم يدمّر كامل مخزونه من تلك الأسلحة الذي ما يزال يمثل تهديدًا للشعب السوري وللأمن الإقليمي والدولي. وأجرت الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقيقات مستقلة بيّنت أنّ النظام السوري يتحمل مسؤولية تسع هجمات بالسلاح الكيميائي على الأقل منذ انضمامه إلى اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة في عام 2013. ونشر حديثًا الفريق المعني بالتحقيق وبالكشف عن هوية مستخدمي الأسلحة الكيميائية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقريره الثالث في كانون الثاني/يناير 2023، الذي يستنتج فيه أنّ القوات المسلّحة السورية الجوية كانت قد أسقطت برميلين من الكلور على المباني السكنية في دوما في 7 نيسان/أبريل 2018، مما أسفر عن مقتل 43 شخصًا. ولا بد لسورية الامتثال فورًا لالتزاماتها إذا كانت ترغب في استعادة حقوقها وامتيازاتها بموجب اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة التي علقتها الدول الأطراف في نسيان/أبريل 2021 بسبب انتهاكات سورية المتكررة للاتفاقية.
وانضمت فرنسا إلى البيان المشترك الذي أصدرته 52 دولةً طرفًا بمناسبة عقد المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية دورته المئة والرابعة من 10 إلى 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لتذكُر ضحايا الهجمات التي ارتكبها النظام السوري بالأسلحة الكيميائية والناجين منها وتقديم تحية إجلال لهم. وتدين فرنسا بأشد العبارات استخدام النظام السوري المتكرر للأسلحة الكيميائية وما زالت مصرّة على ضرورة احترام النظام التزاماته الدولية على نحو كامل.
ويمثل استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية انتهاكًا للقانون الدولي وقد يعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وتقدم فرنسا دعمها للمتضررين من الهجمات بالأسلحة الكيميائية ولأسر الضحايا. ولا يمكن أن يقبل المجتمع الدولي إطلاقًا الإفلات من العقاب في هذا الصدد. وتمثل مكافحة الإفلات من العقاب إحدى أسس فعالية الاتفاقية التي تحظر تلك الأسلحة ومصداقيتها وستواصل فرنسا الدأب في هذا السبيل مع شركائها بصورة عامة، وشركائها من الشراكة الدولية من أجل مكافحة إفلات مستخدمي الأسلحة الكيميائية من العقاب بصورة خاصة.
وتثني فرنسا كذلك على عزم فرق أمانة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الفنية وإصرارها الثابتين والجهود النموذجية التي تبذلها بغية تأدية عملهما بخبرة وحياد ومهنية.
روابط هامة
- لحظات دبلوماسية
- وثائق مرجعيّة