زيارة السيد جان إيف لودريان إلى ليبيا مع نظيريه الألماني والإيطالي (25 آذار/مارس 2021)

حصة

تصريح وزير أوروبا والشؤون الخارجية السيد جان إيف لودريان خلال الإحاطة الإعلامية المشتركة التي عقدها مع نظرائه الليبي والألماني والإيطالي (طرابلس 25 آذار/مارس 2021)

"معالي الوزيرة، سيداتي وسادتي،

لا بدّ لي أن أعرب عن السعادة التي تغمرني لوجودي هنا، في طرابلس، بعد أسابيع قليلة من منح مجلس النواب الثقة لسلطة تنفيذية شرعية، وهو ما يمثل مرحلة في غاية الأهمية ينبغي أن تتيح لليبيا استعادة استقرارها ووحدتها وسيادتها.

وتغمرني السعادة على وجه الخصوص لوجودي هنا برفقة نظيريّ الألماني السيد هايكو ماس والإيطالي لويجي دي مايو.

ويدل وجودنا هنا معًا على وحدة الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الموضوع، إذ تمثل هذه الوحدة ضرورة لأنّ ليبيا جزء من جوارنا المباشر ولا يمكننا غض الطرف عن تداعيات الأزمة الليبية على أوروبا فيما يتعلق بالأمن والإرهاب والهجرة. ويمثل الاستقرار في ليبيا على غرار ذلك عاملًا أساسيًا من عوامل استباب الأمن في منطقة الساحل وأفريقيا الشمالية والبحر الأبيض المتوسط.

ويسرّنا أن نرى أنّ جهودنا قد أثمرت. فقد عُقدت لقاءات في باريس وفي باليرمو، وعقد المؤتمر في برلين الذي أتاح استهلال عملية نرى هنا اليوم إحدى أولى ثمارها. ونقلنا رسالة بسيطة إلى السلطات الليبية خلال تواصلنا معها، ألا وهي أنّ الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب السلطة التنفيذية الجديدة، أي أننا نقف إلى جانبها من أجل مساعدتها على استكمال عملية التحوّل الديمقراطي الذي يصبو إليه الشعب الليبي، وهو ما ينطوي على أمرين بالنسبة لنا، يتمثل أولهما في إجراء الانتخابات المرتقبة في 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل في موعدها، وهو تمامًا ما يتطلع إليه الليبيون، ويستدعي تحقيق ذلك استهلال العمل منذ الآن، ونحن الثلاثة مستعدون للمساعدة على تنظيمها.

أما الثاني، فيتمثل في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في 23 تشرين الأول/أكتوبر تنفيذًا كاملًا، وهو ما يستدعي اتخاذ تدابير فورية لبناء الثقة مثل التراجع العسكري وإعادة فتح الطريق الساحلي أي في نهاية المطاف إيلاء الأولوية لرحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودين في ليبيا، وهو أمر ضروري ليستعيد هذا البلد سيادته ووحدته. وستتمكن ليبيا أخيرًا من خلال الامتثال لهذين الشرطين، من طي صفحة هذه الأزمة التي دامت لسنوات طوال وقسّمت البلد وكبّدت شعبه الويلات.

وثمة فرصة سانحة اليوم للمرة الأولى منذ زمن بعيد وقد جئنا نحن الثلاثة لدعم السلطات الليبية في تحقيق ذلك. شكراً جزيلاً. "