فهم مؤتمر باريس بشأن ضحايا العنف المستند إلى العرق والدين في الشرق الأوسط

حصة

1- ما هي أهداف مؤتمر باريس؟


لا يجوز الوقوف مكتوفي الأيدي أمام استراتيجية تنظيم داعش التي يعمد بموجبها إلى دثر جماعات بكاملها بسبب انتمائها العرقي أو الديني، وأمام رغبة هذا التنظيم المنهجية في محو أي نوع من أنواع التنوع الثقافي في الشرق الأوسط. إن القضية قضية بقاء جماعات كاملة، ومعها بقاء التنوع الثقافي والعرقي والديني في الشرق الأوسط. إنها مسألة حضارية. ويقع على المجتمع الدولي واجب حماية هذا التراث الثمين. فبعد دق ناقوس الخطر - وهو ما قامت به فرنسا في مجلس الأمن في آذار/مارس الماضي -، حان الآن وقت التصرف للتصدي لخطر اندثار بعض الجماعات في الشرق الأوسط.
يتمثل إذا هدف هذا المؤتمر في تحديد التدابير العملية لمعالجة جميع الجوانب الخاصة بوضع ضحايا العنف المستند إلى العرق والدين في الشرق الأوسط، أي:

  • الجانب الإنساني: تلبية احتياجات السكان المعرّضين للخطر. وتحضير العودة الطوعية والدائمة والآمنة للنازحين وتيسيرها.
  • الجانب السياسي: تعزيز الحلول السياسية الشاملة للجميع، التي تحترم حقوق الإنسان للجميع، بصرف النظر عن الانتماء العرقي والديني، وصون التنوع الثقافي والديني في الشرق الأوسط.
  • الجانب القضائي: وضع حد لإفلات مرتكبي الجرائم على خلفيات عرقية أو دينية أو مذهبية من العقاب، التي قد يعتبر بعضها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وحتى جرائم إبادة جماعية فيما يخص بعض الجماعات.

2- ما هي خطة عمل باريس؟


"خطة عمل باريس" هي وثيقة غير ملزمة تحدّد تدابير عملية لتوفير المساعدة والحماية للسكان الملاحقين في الشرق الأوسط. وقد أعدّت فرنسا والأردن هذه الخطة على مسؤوليتهما، بناء على اقتراحات المشاركين في المؤتمر، وستلحق الخطة باستنتاجات الرئيسين المشتركين للمؤتمر.
ويتوخى من هذه الخطة أن تمثل خريطة طريق للمجتمع الدولي، وهي تضم ثلاثة أجزاء، خصّصت لها ثلاثة اجتماعات مائدة مستديرة تولت رئاستها إيطاليا ولبنان والعراق في أثناء المؤتمر، وهذه الأجزاء هي: المواكبة الإنسانية من أجل تمكين عودة النازحين واللاجئين؛ ومكافحة إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب؛ و تعزيز الإطار السياسي الضروري لإرساء الاستقرار، وتحقيق المصالحة، وضمان ديمومة هذا التنوع. ترسم خطة عمل باريس طريقا للعمل يتضمن تدابير عملية ومبادئ ليسترشد المجتمع الدولي بها من أجل صد الخطر الذي يهدّد السكان في الشرق الأوسط. إنها تشكيلة الأدوات المتاحة لنا.

3- من هم السكان المعنيون بالأنشطة المقترحة؟


العنف الذي يمارسه تنظيم داعش شديد للغاية وعشوائي جدا، والمسلمون هم الضحايا الرئيسون من حيث العدد للإرهابيين الجهاديين.
ويجب أن نطبّق واجب التضامن مع المتضرّرين بدون تمييز على أساس الدين أو الانتماء العرقي. إن غضبنا والمساعدة التي نقدمها شاملان.
لكن ما قد يميز العنف الذي تقترفه هذه المجموعة الإرهابية هو استهدافها الدقيق لبعض الجماعات بسبب هويتها العرقية أو الدينية، فمسيحيو الشرق واليزيديون والتركمان والأكراد والشبك وكل من يرفض الخضوع من السنة والشيعة، معرّضون لخطر الاختيار المرعب بين التهجير القسري والاسترقاق والموت.
إن هذه الجماعات معرّضة للخطر ومهدّدة بوجه خاص، فهي مستهدفة بسبب هويتها. وهي تمثل التنوع الذي يريد الإرهابيون دثره. وبهذا المعنى تعتبر الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش ضد هذه الجماعات جرائم ضد الإنسانية.
هذه هي قضية مؤتمر باريس، إنها قضية بقاء جماعات كاملة، ومعها بقاء التنوع الثقافي والعرقي والديني في الشرق الأوسط.
فمؤتمر باريس يرمي إلى تحديد تدابير عملية لتوفير المساعدة والحماية لضحايا العنف المستند إلى العرق والدين في الشرق الأوسط.

4- كيف ستشارك حكومات المنطقة عمليا في تنفيذ خطة عمل باريس؟


ترسم خطة عمل باريس طريقا للعمل يتضمن تدابير عملية ومبادئ ليسترشد المجتمع الدولي بها من أجل صد الخطر الذي يهدّد السكان في الشرق الأوسط. وإن حكومات المنطقة، كذلك سائر المشاركين، مدعوون للاسترشاد بهذه الخطة.

5- ما هي النتائج التي سيسفر عنها مؤتمر باريس؟


تمثل خطة عمل باريس مجموعة الأدوات المشتركة التي بحوزتنا للتصرف بصورة عملية لنصرة السكان الملاحقين في الشرق الأوسط. إن الوضع ملح، و نفكر مع شركائنا في إعداد مؤتمر متابعة لهذا المؤتمر و الذي يمكن أن يعقد في إسبانيا وسيوفر فرصة لمتابعة تنفيذ خطة عمل باريس.

6- بالفيديو : مشاهدة النائبة فيان دخيل

على هامش المؤتمر، تحدثنا مع النائبة العراقية فيان دخيل عن وضع النساء و الأطفال في المنطقة و المسائل الإنسانية الذي تناوله المؤتمر:

تم تحديث هذا المقال في يناير 2017.